نحن البشر، مخلوقات ضعيفة جداً. تؤثر فينا «كلمة»، تشكلنا، تشوهنا، تهزمنا، تحفر أرواحنا، وقد تقتلنا، كما أنها في مواقف أخرى تعيد إحياءنا وإشعال الأمل فينا. الكلمات تغيرنا وتتلاعب بنا، فلا نكون بعدها كما كنا أبداً. نحن رهن هذه الكلمات وما تحمله في طياتها، ورقابنا معلقة على مقاصل ألسنة البشر وما يخرج منها.
ومع ذلك، فما يؤثر فيك قد لا يؤثر في الآخرين بتاتاً. فكل واحد منا لديه حصونه المنيعة ضد مشرط الكلمات، يضعها على عقله وقلبه وأذنه، أو ربما لديه من البلادة ما يكفي لكيلا يشعر بشيء ولا يتأثر. ولكن لا يمكنك أن تمضي في يومك بسلام دون أن يطولك رذاذ بعض الكلمات التي تنخر روحك وتسممك ولو بشكل بسيط.
فقد تأتيك هذه السموم اليومية متنكرة تحت مسميات عدة. ربما في شكل نصيحة من شخص يضمر لك العداء، ربما في شكل تعليق ساخر على منشور في حسابك، ربما نظرة فيها انتقاص ودونية لك، ربما تلميح في وسط اجتماع عمل يقصد به إحراجك، ربما في شكل نكتة عامة أنت المقصود بها. في هذه الحياة ستجد كثيرين يتربصون بك ويستمتعون بأذيتك، لماذا؟ لأن نجاحك مؤذٍ لهم، ولن تمضي الحياة دون أن يصبوا مرارة حقدهم عليك، أو لأن مشاهدتك وأنت تتألم تثير في نفوسهم السعادة وتمنحهم بعض الطمأنينة بأنكم جميعاً على قارب الأسى ذاته. سيسخرون ويضحكون منك وعليك، ستتعدد الأشكال والحيل والمحاولات لاختراق دروعك وإيذائك، وسيبقى وعيك بهم هو سبيلك للنجاة وردّ الأذى لأصحابه.
وقد تكون بعض هذه السموم سموماً قديمة ومتجرعة منذ أيام الطفولة الأولى، وهي أشد خطورة من غيرها لأنها تكبر معك وتتغذى عليك وتدمرك. هل تذكر شتيمة لا تزال عالقة في قلبك قبل ذاكرتك؟ هل تتذكر مديح مدرستك عندما كنت في الصفوف الابتدائية؟ هل أخبروك بأنك غبي؟ أم لك مستقبل باهر؟ أنت تكبر لتتشكل وفق هذه الكلمات.
على كل البشر من آباء وأبناء ومدرسين وأشخاص في موضع تأثير أن يراقبوا كلماتهم لأن أثرها لا ينتهي مفعوله على مدى سنوات وسنوات. ستبقى هناك.. في جزء عميق من الروح تنمو بصمت. لذا لا تسقي سموم كلماتك لأحد. واختر اللطف واللين دائماً، فلو تبدلت الأدوار هل ستحب أن تشرب ما سقيته لغيرك من سم؟
{{ article.visit_count }}
ومع ذلك، فما يؤثر فيك قد لا يؤثر في الآخرين بتاتاً. فكل واحد منا لديه حصونه المنيعة ضد مشرط الكلمات، يضعها على عقله وقلبه وأذنه، أو ربما لديه من البلادة ما يكفي لكيلا يشعر بشيء ولا يتأثر. ولكن لا يمكنك أن تمضي في يومك بسلام دون أن يطولك رذاذ بعض الكلمات التي تنخر روحك وتسممك ولو بشكل بسيط.
فقد تأتيك هذه السموم اليومية متنكرة تحت مسميات عدة. ربما في شكل نصيحة من شخص يضمر لك العداء، ربما في شكل تعليق ساخر على منشور في حسابك، ربما نظرة فيها انتقاص ودونية لك، ربما تلميح في وسط اجتماع عمل يقصد به إحراجك، ربما في شكل نكتة عامة أنت المقصود بها. في هذه الحياة ستجد كثيرين يتربصون بك ويستمتعون بأذيتك، لماذا؟ لأن نجاحك مؤذٍ لهم، ولن تمضي الحياة دون أن يصبوا مرارة حقدهم عليك، أو لأن مشاهدتك وأنت تتألم تثير في نفوسهم السعادة وتمنحهم بعض الطمأنينة بأنكم جميعاً على قارب الأسى ذاته. سيسخرون ويضحكون منك وعليك، ستتعدد الأشكال والحيل والمحاولات لاختراق دروعك وإيذائك، وسيبقى وعيك بهم هو سبيلك للنجاة وردّ الأذى لأصحابه.
وقد تكون بعض هذه السموم سموماً قديمة ومتجرعة منذ أيام الطفولة الأولى، وهي أشد خطورة من غيرها لأنها تكبر معك وتتغذى عليك وتدمرك. هل تذكر شتيمة لا تزال عالقة في قلبك قبل ذاكرتك؟ هل تتذكر مديح مدرستك عندما كنت في الصفوف الابتدائية؟ هل أخبروك بأنك غبي؟ أم لك مستقبل باهر؟ أنت تكبر لتتشكل وفق هذه الكلمات.
على كل البشر من آباء وأبناء ومدرسين وأشخاص في موضع تأثير أن يراقبوا كلماتهم لأن أثرها لا ينتهي مفعوله على مدى سنوات وسنوات. ستبقى هناك.. في جزء عميق من الروح تنمو بصمت. لذا لا تسقي سموم كلماتك لأحد. واختر اللطف واللين دائماً، فلو تبدلت الأدوار هل ستحب أن تشرب ما سقيته لغيرك من سم؟