د. رنا الصيرفي
أولى الإسلام اهتماماً كبيراً بموضوع كفالة اليتيم، ولكافل اليتيم منزلة وأجر كبير، وكفالة اليتيم تشمل العديد من الجوانب مثل الجانب الاقتصادي والاجتماعي والمعنوي، وغيرها من الجوانب.
هناك أيضاً زاوية مهمة لكفالة اليتيم، فعندما تفقد الأسرة الأب، فهي تفقد العنصر والنموذج الذكوري في الأسرة، المهم في تشكيل الهوية الذكورية لأبنائها الصغار. فالأطفال الأولاد يحتاجون إلى نموذج ذكوري يتعلمون منه الرجولة، وهو أساسي في تشكيل هويتهم الجنسية، وهو ما لا تستطيع الأم توفيره.
لذلك فكافل اليتيم له دور كبير جداً في سد هذا النقص الذي خلفه فقد الأب في الأسرة. قد يكون الكافل، هو الخال أو العم، أو الجد أو الجار أو أي رجل تثق به الأسرة، يوفر الحنان والمحبة والاهتمام بيوميات الأطفال فاقدي الأب. فهو يلعب معهم ألعاباً بها خشونة قليلاً مثل المصارعة وكرة القدم، وغيرها. كما يتعلمون منه كيف يتعاملون مع الرجال من الذهاب معه إلى مجالس الرجال أو المسجد، وغيرها من الأماكن التي يتعاملون فيها مع رجال آخرين فيكتسبون ثقة في هويتهم كذكور وفي أنفسهم بشكل عام.
كما أن كافل اليتيم له دور أيضاً في تعزيز ثقة البنات اللاتي فقدن آباءهن في هويتهن الأنثوية، من خلال احترامهن، وتقديرهن.
لذلك فإن كفالة اليتيم تأثيرها كبير جداً في الاستقرار النفسي للأبناء، وعلى مستقبل الأسرة التي فقدت الأب، والذي ينعكس بدوره على المجتمع. فكفالة اليتيم من الأعمال التي يمتد تأثيرها «كشجرة طيبة» تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.