سماهر سيف اليزل عقد الدورات المتخصصة التربوية والنفسية للحد من السلوك العدوانيقال الخطيب في الأوقاف السنية والمدرس في المعاهد الشرعية التابعة لوزارة العدل أحمد الدعيس إن التنمر هو ذلك السلوك العدواني والذي يهدف للإضرار بالآخرين جسدياً أو نفسياً من خلال التلفظ على الغير بألفاظ نابية أو ألفاظ مدمرة لنفسيته.وأضاف: «يكون التنمر أحياناً عبارة عن اعتداء لفظي على سبيل السخرية والاستهزاء، وقد يكون اعتداء لفظياً على سبيل الاعتداء على العرض، وقد يكون إرهاباً وتخويفاً فقط، وقد يكون بالاعتداء على مال الشخص ومتعلقاته، سواء بإتلافها أو بالاستيلاء عليها، ومنها ما يصل إلى حد انتهاك العرض بأنواعه وصوره المختلفة، وهو بهذا الوصف عمل مُحَرَّم شرعاً، ويَدُل على دنو فاعله وسفاهته، وقلة مروءته».وأضاف أن الشريعة الإسلامية حَرَّمت إيذاء الآخرين؛ قال تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا»، «الأحزاب: 58».ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ؛ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا» متفق عليه.وعليه لا يجوز إيقاع الأذى اللفظي أو الجسدي على أي أحد حتى يعيش الجميع بسلام وراحة وطمأنينة.وبين أن المتنمر شرعاً يختلف حكمه باختلاف نوع الأذى الذي أوقعه على الغير ونوع الألفاظ المستعملة في الاعتداء اللفظي مثلا، فبعض الألفاظ توجب حدّاً كالألفاظ التي يكون فيها تصريح بالقذف مثلاً، ومنها ما يوجب تعزيراً من ولي الأمر، وينظر أيضا في كمال الأهلية وعدمها أو قصورها، فقد يقع التنمر من شخص هو دون البلوغ مثلا فالنظر إليه دون من كان بالغاً.وأضاف: «أما ما كان من قبيل الاختلافات كأن يكون المتنمر أتلف شيئاً فإنه يلزم بالضمان «التعويض» والتعزير كما هو معمول به في كثير من بلدان المسلمين كالسجن والتوبيخ اللفظي من الجهات الأمنية والقضائية المختصة».وبيّن أنّ الحلول تكون بتكاتف الجميع، ابتداء من الأسرة وذلك بالقيام على تربية أبنائها تربية صالحة وإرشادهم إلى الإحسان إلى الآخرين وعدم أذيتهم بالفعل أو القول، وأن يبين لهم أن ديننا الحنيف يدعو إلى ذلك، وتقوية جانب المراقبة لله تعالى بأن الله مطلع على أي اعتداء على الغير، وهو قادر سبحانه على إيقاع العقوبة بالمعتدي. كذلك دور المجتمع من خلال التثقيف وعقد الدورات المتخصصة وإقامة المناشط التربوية والنفسية الخاصة في المدارس لتوعية الأبناء بمخاطر الاعتداء على الآخرين.ودور الإعلام المقروء والمسموع والمرئي في السعي إلى معالجة هذه الظواهر التي تقوم بتشويه المجتمع؛ وذلك من خلال إظهار كلام أهل الاختصاص من أرباب العناية بالسلوك النفسي، وتوعية الناس بمخاطر هذا الباب، وكذلك أخذ رأي أهل العلم من علماء الشريعة من أهل العلم في ذلك ودور الخطباء والدعاة الشرعيين مهم جدا لا يخفى على الجميع.