منار يوسف

مع نهاية العام الدراسي يتسابق خريجو الثانوية على التسجيل في الجامعات، فالبعض يختار التخصص الدراسي الراغب به والبعض يختار التخصص بسبب رغبة والديه، فالكثير من الآباء يجبرون أبناءهم على دراسة تخصص معين قد يكون هذا الإجبار بسبب الخوف على مستقبلهم، لكنه سيؤثر في معظم الحالات بشكل سلبي على الطلبة.

كما أن فرض الوالدين تخصصاً جامعياً معيناً على أبنائهم بحجة الخوف على مستقبلهم هي ظاهرة منتشرة بكثرة، فمعظم الآباء يرغبون من أبنائهم أن يزاولوا مهنتهم، فعلى سبيل المثال الأب مهندس ويرغب أن يزاول ابنه هذه المهنة لكن الابن من جانب آخر يحلم بمهنة أخرى.

وأكدت الأخصائية النفسية، الدكتورة سميرة البستكي أن الشباب والمراهقين هم من يدفعون ضريبة هذه المشكلة عبر التأخر أو الفشل الدراسي أو التخرج مع الافتقار إلى الإبداع، موضحة أن توارث المهنة قد يكون أمراً صحيحاً لكن يجب أن تتواجد الرغبة والميول لدى الطالب.

ولفتت إلى أن معظم الطلبة يصلون إلى مرحلة التوجيهي دون معرفة ما هو التخصص المناسب لهم، فيختارون تخصصاً عشوائياً بحجة التجربة وهذه مشكلة بحد ذاتها فيضيع الطالب سنوات عمره في دراسة تخصص غير مناسب له ويثقل على والديه بالتكاليف.

وأوضحت أنه يجب على الطالب أن يمتلك خطة قبل اختياره التخصص الدراسي، وهنا يأتي دور الوالدين في توجيه الأبناء وإرشادهم لاختيار التخصص المناسب، فمثلاً تخصص الرياضة يحتاج إلى مهارات جسدية وبصرية، أيضاً تخصص الفيزياء يحتاج إلى مهارات التحليل والرياضيات، لذلك يجب على الوالدين توجيه وتوعية أبنائهم وفتح بصيرتهم على مهاراتهم فقد يكون الطالب غير واعٍ بمهاراته.

وأكدت أن دور الوالدين هو إرشاد الأبناء وتوعيتهم على صفاتهم الشخصية والبدنية ومهاراتهم وقدراتهم العقلية حتى يتمكنوا من إيجاد التخصص المناسب الذي يحبونه ويبدعون فيه، ويجب أن يكون الوالدان مطلعين على التخصص الذي يختاره أبناؤهما، على سبيل المثال إذا اختار الابن تخصص الحقوق، فعلى الوالدين الاطلاع على مجالات العمل في الحقوق لتوجيه ابنهم وإرشاده.

وأضافت أنه لابد أن يُعلم الوالدان أبناءهما أن الحياة الجامعية تختلف في طريقة الدراسة والأداء عن المرحلة الثانوية كونها تعليماً عالياً يحتاج إلى تركيز أكثر، يجب على الطلبة أن يدركوا أنه لا يوجد تخصص سهل أو صعب بالكامل بل كل تخصص يحتاج إلى دراسة وتركيز وعطاء.

من جانبه، أكد المستشار الأسري حمد الخان أنه لابد للإنسان أن يتهيأ لكل مرحلة في حياته، فعلى سبيل المثال الطفل لا يمتلك مسؤوليات كبيرة لكن يتغير هذا الشيء عندما يصل لمرحلة المراهقة والمرحلة الجامعية، بالإضافة إلى أن الإنسان لا يتعلم معنى التحمل بالمسؤولية إلا بعد أن تصبح لديه استقلالية، بمعنى أنه يجب على الأهل أن يعطوا فرصة لأبنائهم للتعبير عن آرائهم ورغباتهم، مع إعطائهم مسؤوليات تناسب أعمارهم فهو أمر مهم يؤثر في تقوية الشخصية وتنمية الفرد، بحيث عندما يكبر الطفل ويصبح مراهقاً ثم طالباً جامعياً تكون لديه رغبات خاصة فيه وتخصص جامعي يميل إليه ويبدع فيه.

وأضاف أنه من الخطأ أن يقوم الآباء والأمهات بالتدخل في اختيار تخصصات أبنائهم دون السؤال عن رغباتهم، وهناك عدة أسباب تؤدي إلى تدخل الوالدين منها: الخوف، الرغبة بأن يكون الأبناء كالوالدين، مثلاً الأب طبيب ويرغب من ابنه أن يصبح طبيباً أو قد يكون بحجة أن الأبناء لايزالون صغاراً، فلابد أن يُعطى فرصة لكي يتحمل بالمسؤولية ففي المستقبل سيصبح زوجاً وأباً، لذلك إن لم يتحمل بالمسؤولية من الآن سيصعب عليه الأمر وسيستمر باللجوء للوالدين.

وأوصى بأن الحل الأمثل لهذه المشكلة هو أن يساعد الوالدان أبناءهما بأن يكتشفا ذواتهم ورغباتهم ويتعرفوا على أنفسهم عن قرب بشكل أفضل وأدق حتى يبدعوا في مهنهم في المستقبل.