سماهر سيف اليزل
العطاء والإنفاق مبادئ أساسية
أكدت اختصاصية التربية عائشة رضوان، أن العيد فرصة ذهبية للأهل لتعليم أطفالهم عن قيمة المال وكيفية إدارته، وتحديد الأولويات وأهمية وطرق الادخار.
وقالت «يتشوق الأطفال للاحتفال بالعيد وارتداء الملابس الجديدة ورؤية العائلة والأصدقاء، كما أنها فرصة ذهبية لهم لجمع العيدية والتفاخر بين بعضهم البعض بما جمع، وما سيشتري لنفسه، فلا يدرك الأطفال من تلقاء أنفسهم قيمة وأهمية المال، وبدلاً من منعهم من التصرف في أموالهم، يمكنك تعليم الطفل أن يدير أمواله ويدخر منها، ويضع أهدافاً كبيرة بالنسبة له ويسعى لتحقيقها، وكيف يتنازل عن بعض رغباته غير الضرورية للوصول لغاية أكبر».
وأوضحت أن بعض الآباء يشعرون بالإحراج للتحدث مع أطفالهم عن المال، أو خوفاً من إثقالهم بمفاهيم أكبر من سنهم، ولكن إدارة المال هي إحدى أهم المهارات الحياتية التي يحتاجها طفلك وتحتاج للتدريب والتعلم خلال مراحل حياته، ولا يتطلب الأمر إشراكه في جميع التفاصيل التي قد تفوق إدراكه، ويكفي تعليمه مبدئياً عن أمواله وإنفاقه ومدخراته.
وبينت رضوان أن الخطوة الأولى التي تساعد الأهل على ذلك هي في الحديث عن المال والادخار مع الأطفال في شرح معنى المال وأهميته، وشرح 3 مبادئ أساسية وهي العطاء والادخار والإنفاق، ففي كل مرة يتقاضى فيها طفلك المال، من خلال تذكيره أن يعطي منه جزءاً لمن يحتاج المساعدة، وينفق جزءاً، ويدخر جزءاً، مؤكدة أن العطاء يعلم أطفالك الشعور بتأثير مساعدة الآخرين في سن مبكرة، وهي قيمة لا تقدر بثمن، وأضافت أن شرح الادخار للأطفال يتطلب مناقشة بعض المفاهيم المهمة مثل الميزانية والأهداف المالية، والتمييز بين الرغبات والاحتياجات، وتشمل الاحتياجات أساسيات الحياة مثل الطعام والبيت والملابس الأساسية والرعاية الصحية والتعليم، أما الإضافات الأخرى يمكن اعتبارها رغبات مثل الحلوى والملابس الزائدة وشراء دراجة، وغيرها، وبالتفريق بين الاحتياجات والرغبات يتمكن الطفل من فهم معنى الأولويات وكيفية تحديدها، وأن الاحتياجات هي ما يجب إنفاق المال عليها، مع ترك بعض المال للضروريات المستقبلية.
وأضافت أن الأطفال يقومون بنسخ أفعال والديهم، فإذا كنت تريد أن تطور مهارات الإنفاق والادخار لدى طفلك، كن أنت نموذجاً للسلوكيات التي تريد أن يتبناها، فهو بحاجة إلى رؤيتك تقوم بخيارات الإنفاق والادخار بذكاء، ويمكنك إطلاع أطفالك على بعض التفاصيل عن كيفية إدارتك لأموالك، وأهدافك العائلية أو الشخصية من الادخار، وما تريد تحقيقه وتضحي من أجله بالتنازل عن الرفاهيات.
ويمكن إشراكهم في بعض الأهداف الكبيرة التي تخطط لها، مثل السفر مع العائلة، ومناقشة التفاصيل معهم، وما يجب توفيره شهريا من أجل قضاء إجازة ممتعة، وهي فرصة لتعليم أطفالك أنه حتى الأشياء الممتعة لها تكلفة ويجب توفيرها.
وبإرساء الأسس المطلوبة للتعامل مع المال وإدراك قيمته وكيفية الادخار، تساعد بذلك الطفل على بناء عادات صحية في سن مبكرة، وتعلمه الانضباط وتأخير إشباع رغباته وتحديد الأهداف والتخطيط لها والتضحية للوصول لها. ومستقبلاً، وتجعله أقل عرضة للوقوع ضحية الضغوط المالية عندما يصبح بالغاً، وتجنبه الوقوع في أخطاء فادحة تكلفه الكثير من المال وقت احتياجه له.