محمد إسحاق
هل سبق أن سمعت نصائح وتوجيهات ممن حولك حول اختيار التخصص المناسب؟ أو ربما شاهدت وقرأت في بعض حسابات التواصل الاجتماعي عن كيفية اختيار التخصص المناسب وما هي التخصصات المطلوبة مستقبلاً؟
كلنا في مرحلة ما تلقينا هذه التوجيهات وهذه النصائح، وهي بلا شك تنبع من أشخاص حريصين على مستقبل الطلبة وعلى الاختيار الصحيح، ولكن ليس كل ما يُقال ويُنشر صحيحاً أو يصلح لك أنت بالذات.
لماذا؟ لأن بعض النصائح تأتي من أشخاص سمعوا خبراً من مصدر ما ونقلوه لك، ولو تتبعت مصدر الخبر الرئيسي لن تجد له نهاية.
أذكر طالباً نصحه أحد أقاربه بدراسة فرع من فروع إدارة الأعمال التي فتحت للتو والكلام يعود إلى ما قبل 10 سنوات تقريباً، وقال له بالحرف إن هذا المجال هو المستقبل وإن الشركات تبحث عنه وإنك ستكون العملة الصعبة في السوق.
فما كان من هذا المسكين إلا أن دخل التخصص دون سؤال ولا تحرٍّ عن محتواه، ولا تأكد من صحة ما أثير حوله من كلام، وكانت الصاعقة أنه التحق بصفوف العاطلين مدة طويلة بعد التخرج، واكتشف أن الشركات لم تكن تبحث عن خريجي هذا التخصص أصلاً لا بالسابق ولا في الوقت الحاضر، وأن أغلب الخريجين من نفس التخصص توظفوا في غير مجالهم وتخصصهم!!
قد تكون لهذا الرجل نية طيبة، وحرص على مصلحة الطالب، ولكن المعلومة لم تكن كاملة، بل قادت الطالب إلى البطالة والعمل في غير تخصصه.
وحتى لو فرضنا صحة الكلام الذي سمعته وقرأته فهل التخصص هذا يصلح لك ويتناسب معك؟ فعلى سبيل المثال يكثر الكلام بين الناس أن المستقبل لتخصص الأمن السيبراني؛ لذا تجد التهافت والإقبال على هذا التخصص كبيراً جداً.
ولكن، هل كل المتقدمين لهذا التخصص يصلحون له؟ وهل يعرفون أصلاً ما هو التخصص وما المواد التي سيدرسونها ومجالات العمل؟ الأغلب لا يعرف من ذلك شيئاً، وقد قابلت العديد من الطلبة على هذه الشاكلة، ومنهم من غير التخصص فور سماعه أن الطالب سيدرس ضمن المواد الدراسية مقررات في الرياضيات!!
وفي ختام المقال أنصحك بالتأكد والبحث والاستفسار أكثر من كل شخص أهداك نصيحة، فقد تكتشف تخصصات جديدة لها فرص واعدة بالسوق، أو تكتشف أن ما تجري خلفه ليس إلا السراب.