هدى الشاعر
«التَّغَابي الذكي» فلسفة ومنهج يحسّن الحالة المزاجية لديك ويمنحك راحة البال على المستويين الشخصي والمجتمعي.. فلا بد من ممارسة «التَّغابي الذكي» والتغاضي والتغافل؛ فهي مهارات وفنون حياتية لا يجيدها إلا الحكماء والأذكياء.
وحتى لا تلتبس الأمور على البعض، فإنَّ السلوك المقصود في مقالنا هو (التغابي) وليس الغباء؛ لأن التغابي هو أن تكون على درايةٍ وفهمٍ دقيق بكل ما يدور حولك، ولكنك بإرادتك القوية وذكائك العالي تُوهم الطرف الآخر غير الحقيقة والفهم الذي يدور في تفكيرك، لأنك تريد أن تعيش مرتاح البال وتحافظ على مزاجك، وعلى صحتك واستقرار حياتك، لا سيما الزوجية منها.
«التَّغابي الذكي» لا بد أن يكون حاضراً في الأمور الحياتية، ومُتجسداً في معاملاتنا اليومية، لا سيما الحياة الزوجية منها، وهو لغة بليغة جداً تقوم على أساس إرادة التفهم، فلكل إنسان فضائل ونقائص، ومن أراد أن يتعايش مع الحياة يتحتم عليه أن يتقبل هذه اللغة لينعم بالاستقرار.
فلا يمكن التدقيق في كل شاردة وواردة، سواءٌ من الزوج أو الزوجة، أو التنقيب والتحليل غير المجدي وكأنهما يختلقان المشكلات بأنفسهم من العدم.
«فالتغابي الذكي» هو فلسفة، ولكنه سلاح يجب أن نتقن استخدامه في التوقيت والحدث المناسبين، وبالآلية الصحيحة؛ لئلا يكون وبَالاً علينا، فلا ضررَ ولا ضِرار.
وينبغي مراعاة كلا الشريكين لظروف الآخر، وأن يبرر له بعض الهفوات، ويقابلها بالتغافل والتغاضي، فيُمَرِّر له بعض الزلات ويتجاوز عنها، وكل ذلك تُحدِّده حجم الظروف والمواقف في حياة الشريكين خلال العلاقة الزوجية.
وتبقى لغة «التَّغابي الذكي» والتجاهل لغة تحمل الاحترام والرحمة والمودة، وتحمل رسالة ضمنية بأنّي أفهم كل شيء، ولكني حريص كل الحرص على دوام العلاقة بيننا.
وفي هذا السياق يقول الشاعر:
ليس الغبيُّ بسيّدٍ في قومِه
لكنَّ سيدَ قومِه المُتغابي