نوبات الغضب تتسب بقلة الإنتاجية وحالات الاستقالات الفجائية
سماهر سيف اليزل
أكدت أستاذ مساعد علم النفس والمعالج النفسي د. جيهان رشاد أن بيئات العمل مجهدة لمعظم الأفراد ونسبة كبيرة من العاملين يشعرون بالتوتر والغضب وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية نظراً للعديد من العوامل المؤثرة في بيئة العمل ومنها التمييز وعدم المساواة، وأعباء العمل المفرطة، وضعف المشاركة في القرارات المتعلقة بالعمل وانعدام الأمان الوظيفي.
وأضافت، نجد أن معظم نوبات الاضطراب الانفجاري المتقطع تحدث داخل بيئة العمل ، مما يشكل خطراً على الصحة النفسية ويعد عاملاً مؤثراً في " الإنتاجية المهدرة " وحالات " الاستقالة الفجائية" لذا ندعو هيئات العمل المختلفة إلى اتخاذ إجراءات فعالة للوقاية من مخاطر نوبات الغضب، وحماية وتعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل عن طريق تقديم دورات تدريبية نفسية للعاملين وتقديم الدعم العلاجي النفسي للعاملين الذين يعانون من اعتلالات الصحة النفسية بدلاً من قبول الاستقالة الفجائية من الموظف أو عقابه على الإنتاجية المنخفضة.
وحول أنواع نوبات الغضب وما إذا كانت تعتبر اضطراباً نفسياً أم مشاكل سلوك، قالت إن نوبات الغضب هي انفجارات انفعالية عنيفة رداً على الشعور بالإحباط أو حدوث عائق للسلوك المرغوب في موقف محدد منتشرة في جميع المراحل العمرية من الطفولة للشيخوخة ونوبات الغضب من الحالات شائعة الحدوث في مرحلة الطفولة المبكرة (بين عمر سنتين إلى أربع سنوات تقريباً ) وتعد سلوك نمو يقع ضمن خصائص المرحلة الطبيعية حيث تكون أسلوب تواصل لدى بعض الأطفال عندما يشعر بالإحباط أو التعب أو الجوع أو الألم أو لجذب الاهتمام وينصح الخبراء في المجال النفسي الآباء بالعمل على تشتيت انتباه الطفل مما يساعد على إيقاف نوبة الغضب ثم تدريب الطفل بعد الخروج من هذه الحالة على استخدام أسلوب تواصل أكثر فاعلية ( التحدث مع الآباء – التنفس – استخدام أساليب التعبير المناسبة للطفل ) وهذا الأسلوب العقلاني التدريبي بما يحمله من نمذجة والديه كافٍ لحدوث النضج الانفعالي للأطفال حيث يلاحظ الآباء تناقص عدد حدوث نوبات الغضب وتصبح نادرة الحدوث بعد عمر خمس سنوات وهنا نطلق إشارة التحذير الأولى في هذا الموضوع، حيث إذا تكررت هذه النوبات بعد سن الخامسة واستمرت نوبة الغضب لأكثر من 15 دقيقة وإذا حدثت نوبات عديدة في اليوم الواحد، إذا كانت مصحوبة بمشاكل في التنفس أو النوم أو الطعام أو سلوك العنف يجب استشارة الطبيب النفسي أو المعالج النفسي دون تردد في طلب الاستشارة النفسية .
وأكدت أهمية اللجوء إلى الاستشارة الطبية في مثل هذه الحالات لأن نوبة انحباس التنفس breath- holding spell في أثناء الغضب قد تكون مؤشراً لحدث مخيف أو موقف انزعاج انفعالي شديد الحدة أو تجربة مؤلمة في حياة الطفل يجب الاكتشاف لها بالفارق التمييزي بين النوبة الإرادية والنوبة غير الإرادية درجة شحوب الوجه وفقدان الوعي لدى الطفل .
وبينت أن الخبراء النفسيين يوصون الآباء بعدم التوقف عن تصحيح السلوك الخاطئ خوفاً من حدوث النوبات لكن التصرف السليم نفسياً هو الاستعانة بأحد المتخصصين في علم النفس أو العلاج النفسي لتقديم خدمات الإرشاد الأسري والتدريب على فنيات تعديل السلوك، كما يوصون باستشارة طبيب الأطفال لإجراء كشف طبي شامل للطفل إذا تكررت هذه النوبات كثيراً لاستبعاد الأسباب الطبية مثل اضطرابات القلب والدماغ، ونوبات الغضب في المراهقين أيضاً جزء طبيعي من العملية الارتقائية وتنحصر تدريجياً في مرحلة المراهقة المتأخرة مع النضج الجسدي والانفعالي للمراهق .
وأشارت رشاد إلى أن التحذير الثاني في هذا الموضوع يتمثل في تكرر نوبات الغضب مع السلوك العنيف الفجائي والحاد غير الاعتيادي من المراهق ومحاولات خرق القواعد، فهناك فارق تمييزي بين الأخطاء السلوكية العرضية المؤقتة للمراهق وبين سلوكيات اضطراب السلوك التي تحتاج زيارة عاجلة لمعالج أو طبيب نفسي فالنوبات المتكررة وتدهور الأداء المدرسي والاجتماعي للمراهق علامات تحذيرية لا يجب التساهل معها أو الانتظار لمزيد من السلوكيات عملاً بمبدأ " الوقاية خير من العلاج" حيث يقدم المعالج النفسي خدمات الإرشاد حول الأبوة المسؤولة Authoritative parenting كما يقدم التشخيص النفسي باستخدام الاختبارات النفسية التشخيصية لاضطرابات المراهقة وهي أدوات قياس نفسي عالمية يستخدمها أخصائي علم النفس السريري المدرب فقط من أجل التشخيص لاضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط – اضطراب الاكتئاب – اضطراب المعارضة المتحدي – اضطراب التصرف أو المسلك – اضطرابات المزاج – اضطراب الفصام الوجداني – اضطراب سوء استخدام المواد المخدرة والعقاقير.
وأكدت أهمية التشخيص الفارقي التمييزي باستخدام المقاييس النفسية المقننة على يد معالج نفسي مرخص من وزارة الصحة أو أخصائي علم نفسي سريري مدرب، لأن نوبات الغضب عرض شائع لدى عدد كبير من الاضطرابات النفسية منها اضطراب المعارض المتحدي Oppositional defiant disorder – اضطراب طيف التوحد والإعاقات الذهنية – اضطرابات التعلم – اضطرابات الشخصية (النرجسية والحدية والفصامية ) – اضطراب الكرب بعد الصدمة – اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط الاندفاعية – اضطرابات القلق الاجتماعي – الاكتئاب واضطراب اختلال المزاج – اضطراب إيذاء النفس غير الانتحاري.
وبشأن إشارة التحذير الثالثة قالت رشاد أنها تتمثل في الاضطراب الانفجاري المتقطع لدى البالغين الذي يحدث في فترات متكررة وفجائية من السلوك الغاضب أو العدواني أو الاحتدادات الشفهية الغاضبة حيث يكون رد فعل الشخص فيها مبالغاً فيه لا يتناسب مع الموقف ويحدث فجأة عند قيادة السيارة أو داخل المنزل أو العمل حيث يظهر الفرد سلوك إلقاء الأشياء وتكسيرها، أو نوبات الغضب فجأة وبالاندفاعية القهرية وقد تؤثر سلباً في علاقاتك وعملك أو دراستك ، كما يمكن أن يكون لها عواقب اجتماعية وقانونية بعدها قد يشعر الشخص بتأنيب الضمير والندم والإحراج.
ودعت رشاد هيئات العمل المختلفة لاتخاذ إجراءات وقائية للتعامل مع مخاطر نوبات الغضب وحماية وتعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل للعاملين وتقديم الدعم العلاجي النفسي للعاملين الذين يعانون من اعتلالات الصحة النفسية بدلاً من قبول الاستقالة الفجائية من الموظف أو عقابه على الإنتاجية المنخفضة.
{{ article.visit_count }}
سماهر سيف اليزل
أكدت أستاذ مساعد علم النفس والمعالج النفسي د. جيهان رشاد أن بيئات العمل مجهدة لمعظم الأفراد ونسبة كبيرة من العاملين يشعرون بالتوتر والغضب وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية نظراً للعديد من العوامل المؤثرة في بيئة العمل ومنها التمييز وعدم المساواة، وأعباء العمل المفرطة، وضعف المشاركة في القرارات المتعلقة بالعمل وانعدام الأمان الوظيفي.
وأضافت، نجد أن معظم نوبات الاضطراب الانفجاري المتقطع تحدث داخل بيئة العمل ، مما يشكل خطراً على الصحة النفسية ويعد عاملاً مؤثراً في " الإنتاجية المهدرة " وحالات " الاستقالة الفجائية" لذا ندعو هيئات العمل المختلفة إلى اتخاذ إجراءات فعالة للوقاية من مخاطر نوبات الغضب، وحماية وتعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل عن طريق تقديم دورات تدريبية نفسية للعاملين وتقديم الدعم العلاجي النفسي للعاملين الذين يعانون من اعتلالات الصحة النفسية بدلاً من قبول الاستقالة الفجائية من الموظف أو عقابه على الإنتاجية المنخفضة.
وحول أنواع نوبات الغضب وما إذا كانت تعتبر اضطراباً نفسياً أم مشاكل سلوك، قالت إن نوبات الغضب هي انفجارات انفعالية عنيفة رداً على الشعور بالإحباط أو حدوث عائق للسلوك المرغوب في موقف محدد منتشرة في جميع المراحل العمرية من الطفولة للشيخوخة ونوبات الغضب من الحالات شائعة الحدوث في مرحلة الطفولة المبكرة (بين عمر سنتين إلى أربع سنوات تقريباً ) وتعد سلوك نمو يقع ضمن خصائص المرحلة الطبيعية حيث تكون أسلوب تواصل لدى بعض الأطفال عندما يشعر بالإحباط أو التعب أو الجوع أو الألم أو لجذب الاهتمام وينصح الخبراء في المجال النفسي الآباء بالعمل على تشتيت انتباه الطفل مما يساعد على إيقاف نوبة الغضب ثم تدريب الطفل بعد الخروج من هذه الحالة على استخدام أسلوب تواصل أكثر فاعلية ( التحدث مع الآباء – التنفس – استخدام أساليب التعبير المناسبة للطفل ) وهذا الأسلوب العقلاني التدريبي بما يحمله من نمذجة والديه كافٍ لحدوث النضج الانفعالي للأطفال حيث يلاحظ الآباء تناقص عدد حدوث نوبات الغضب وتصبح نادرة الحدوث بعد عمر خمس سنوات وهنا نطلق إشارة التحذير الأولى في هذا الموضوع، حيث إذا تكررت هذه النوبات بعد سن الخامسة واستمرت نوبة الغضب لأكثر من 15 دقيقة وإذا حدثت نوبات عديدة في اليوم الواحد، إذا كانت مصحوبة بمشاكل في التنفس أو النوم أو الطعام أو سلوك العنف يجب استشارة الطبيب النفسي أو المعالج النفسي دون تردد في طلب الاستشارة النفسية .
وأكدت أهمية اللجوء إلى الاستشارة الطبية في مثل هذه الحالات لأن نوبة انحباس التنفس breath- holding spell في أثناء الغضب قد تكون مؤشراً لحدث مخيف أو موقف انزعاج انفعالي شديد الحدة أو تجربة مؤلمة في حياة الطفل يجب الاكتشاف لها بالفارق التمييزي بين النوبة الإرادية والنوبة غير الإرادية درجة شحوب الوجه وفقدان الوعي لدى الطفل .
وبينت أن الخبراء النفسيين يوصون الآباء بعدم التوقف عن تصحيح السلوك الخاطئ خوفاً من حدوث النوبات لكن التصرف السليم نفسياً هو الاستعانة بأحد المتخصصين في علم النفس أو العلاج النفسي لتقديم خدمات الإرشاد الأسري والتدريب على فنيات تعديل السلوك، كما يوصون باستشارة طبيب الأطفال لإجراء كشف طبي شامل للطفل إذا تكررت هذه النوبات كثيراً لاستبعاد الأسباب الطبية مثل اضطرابات القلب والدماغ، ونوبات الغضب في المراهقين أيضاً جزء طبيعي من العملية الارتقائية وتنحصر تدريجياً في مرحلة المراهقة المتأخرة مع النضج الجسدي والانفعالي للمراهق .
وأشارت رشاد إلى أن التحذير الثاني في هذا الموضوع يتمثل في تكرر نوبات الغضب مع السلوك العنيف الفجائي والحاد غير الاعتيادي من المراهق ومحاولات خرق القواعد، فهناك فارق تمييزي بين الأخطاء السلوكية العرضية المؤقتة للمراهق وبين سلوكيات اضطراب السلوك التي تحتاج زيارة عاجلة لمعالج أو طبيب نفسي فالنوبات المتكررة وتدهور الأداء المدرسي والاجتماعي للمراهق علامات تحذيرية لا يجب التساهل معها أو الانتظار لمزيد من السلوكيات عملاً بمبدأ " الوقاية خير من العلاج" حيث يقدم المعالج النفسي خدمات الإرشاد حول الأبوة المسؤولة Authoritative parenting كما يقدم التشخيص النفسي باستخدام الاختبارات النفسية التشخيصية لاضطرابات المراهقة وهي أدوات قياس نفسي عالمية يستخدمها أخصائي علم النفس السريري المدرب فقط من أجل التشخيص لاضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط – اضطراب الاكتئاب – اضطراب المعارضة المتحدي – اضطراب التصرف أو المسلك – اضطرابات المزاج – اضطراب الفصام الوجداني – اضطراب سوء استخدام المواد المخدرة والعقاقير.
وأكدت أهمية التشخيص الفارقي التمييزي باستخدام المقاييس النفسية المقننة على يد معالج نفسي مرخص من وزارة الصحة أو أخصائي علم نفسي سريري مدرب، لأن نوبات الغضب عرض شائع لدى عدد كبير من الاضطرابات النفسية منها اضطراب المعارض المتحدي Oppositional defiant disorder – اضطراب طيف التوحد والإعاقات الذهنية – اضطرابات التعلم – اضطرابات الشخصية (النرجسية والحدية والفصامية ) – اضطراب الكرب بعد الصدمة – اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط الاندفاعية – اضطرابات القلق الاجتماعي – الاكتئاب واضطراب اختلال المزاج – اضطراب إيذاء النفس غير الانتحاري.
وبشأن إشارة التحذير الثالثة قالت رشاد أنها تتمثل في الاضطراب الانفجاري المتقطع لدى البالغين الذي يحدث في فترات متكررة وفجائية من السلوك الغاضب أو العدواني أو الاحتدادات الشفهية الغاضبة حيث يكون رد فعل الشخص فيها مبالغاً فيه لا يتناسب مع الموقف ويحدث فجأة عند قيادة السيارة أو داخل المنزل أو العمل حيث يظهر الفرد سلوك إلقاء الأشياء وتكسيرها، أو نوبات الغضب فجأة وبالاندفاعية القهرية وقد تؤثر سلباً في علاقاتك وعملك أو دراستك ، كما يمكن أن يكون لها عواقب اجتماعية وقانونية بعدها قد يشعر الشخص بتأنيب الضمير والندم والإحراج.
ودعت رشاد هيئات العمل المختلفة لاتخاذ إجراءات وقائية للتعامل مع مخاطر نوبات الغضب وحماية وتعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل للعاملين وتقديم الدعم العلاجي النفسي للعاملين الذين يعانون من اعتلالات الصحة النفسية بدلاً من قبول الاستقالة الفجائية من الموظف أو عقابه على الإنتاجية المنخفضة.