سماهر سيف اليزل
أهمية توفر وجبات صحية مدروسة للطلبة تحت إشراف مختصين
من المعروف أنّ العقل السليم في الجسم السليم لذلك من المهم أن يتغذى الأطفال بشكل جيد وسليم لضمان تحصيل واستيعاب علمي أفضل، ومن المهم أن تحرص الأم على إعداد وجبة مدرسية متكاملة ومفيدة قدر الإمكان لأطفالها، ولا مجال هنا للمقارنة بين الوجبة المعدة منزلياً والوجبة الجاهزة من المقصف من ناحية القيمة الغذائية وصحة ونظافة الإعداد والتعبئة.
وحول أهمية «بوكس الإفطار» المنزلي مقارنة بوجبات المقصف بينت الخبيرة في فن تشكيل الطعام كوثر جاسم أن وجبات المقصف تعتبر ذات قيمة غذائية منخفضة ولا تعدو كونها وجبات لسد الجوع، وأن هناك افتقاراً، إلى وجود خطة فعلية لتطوير وتفعيل مقاصف مدرسية توفر وجبات صحية مدروسة للطلبة تحت إشراف مختصين، مشيرة إلى أنه يجب على الأم الاطلاع على أساسيات إعداد الغذاء المناسب للطفل وتثقيف نفسها جيداً من هذه الناحية كونها المسؤولة الأولى عن إعداد الطعام للأسرة، وهذه عملية سهلة وميسرة خصوصاً مع سرعة وسهولة الحصول على المعلومات.
ونوهت بأن الوجبة المدرسية عبارة عن وجبة صغيرة بين وجبتين أساسيتين يجب على الطفل تناولهما وهما الإفطار والغداء، وأنه من الضروري أن يتناول الطفل إفطاره الأساسي في المنزل قبل ذهابه للمدرسة، حيث إن الوجبة المدرسية تكون متأخرة نوعاً ما في منتصف اليوم الدراسي، فمن غير المعقول الاعتماد عليها كوجبة إفطار أساسية، إضافة لضيق الوقت وانشغال الأطفال باللعب مما يصرفهم عن تناول وجبتهم في المدرسة بعض الأحيان، وبدون تغذية مشبعة وجيدة سيكون تركيز الطفل في مستوياته الأدنى.
وبينت أن تناول وجبة الإفطار في المنزل أولاً يزود الطفل بالطاقة اللازمة للتحصيل في حصصه الأولى قبل الفسحة المدرسية والعكس صحيح، مشيرة إلى نوعية الوجبة المدرسية تعتمد وتعكس إلى حد بعيد نمط الأسرة في تناول الطعام.
فالطفل الذي يعيش وسط أسرة تعتمد نظام الأكل الصحي ستكون وجبته المدرسية صحية أيضاً وسيقبل على تناولها لأن هذا ما تعود عليه أساساً.
فمن غير المعقول كما ألاحظ بعض الأحيان أن يكون نظام الأسرة في الأكل غير صحي فيما يُجبَر الطفل لاحقاً على تناول وجبة صحية في المدرسة، إما لغفلة من الأم عن أثر هذا التباين والفرق، أو التزاماً بقوانين المدارس التي تمنع الأكلات غير الصحية وتشجع على الأكل الصحي، وهنا بالنتيجة سيرفض الطفل تناول وجبته في النهاية.
وفيما يخص أساسيات الوجبة المدرسية المتكاملة قالت، فيجب أن تكون حاوية لجميع المجموعات الغذائية قدر الإمكان من بروتين وكربوهيدرات وألياف ومعادن، ويفضل الابتعاد عن العصائر حتى الطبيعية منها واستبدالها بالماء أو الحليب أو اللبن.
أما فيما يتعلق بفن تشكيل الطعام وترتيبه بطرق معينة وتأثيره في تحبيب الأطفال لتناوله قالت إن الشكل الجميل للطعام له دور كبير في تشجيع الطفل على تناول الوجبة المدرسية والطعام الصحي بشكل عام.
ويعد تزيين الطعام أو تقطيعه بأشكال مرحة يحبها الطفل وسيلة ناجحة ومشوقة لتقديم الطعام الصحي للطفل، حيث إن الطفل بشكل عام ينجذب للألوان والأشكال، وعملية تشكيل الطعام تخاطب خيال الطفل بطريقة لطيفة ومبتكرة مما يجعل تناول الوجبة عملية ممتعة ومشوقة.
ويمكن اعتماد الـ food art كنشاط منزلي للطفل يساعده على التفكير خارج الصندوق عبر استخدام المواد الغذائية المعتادة لصنع وجبات فنية مبتكرة، كما يعزز من ثقة الطفل بنفسه عبر قدرته على إعداد وجبته بنفسه وبطريقة جميلة يفتخر بها، كما أنّ عملية تزيين الطعام يعزز من علاقة الطفل بأمه عبر القيام به على نحو مشترك، وتبادل المشاعر المشجعة والدافئة عبر هذه اللمسات الحنونة.
وأنوّه أيضاً أنّ الاعتدال في عملية تزيين الطعام مطلوب أيضاً فمن غير المعقول تعويد الطفل على تقديم الطعام المزين بشكل متواصل مما يجعله يرفض الطعام بصورته العادية لاحقاً فخير الأمور الوسط في كل شيء.
وفيما يتعلق بكيفية تشجيع الأبناء على اعتماد بوكس الطعام قالت كوثر إن هناك طرقاً عديدة لتشجيع الطفل على تناول وجبته منها:
- أن نشركه في عملية التخطيط لجدول الوجبات المدرسية ، لأنه هو من سيأكل في الأخير.
- السماح له بإعداد بعض الوجبات البسيطة بنفسه.
- التنوع في الوجبات لكي لا يمل.
- تزيين الطعام بالمتيسر والمتوفر فالعين تأكل قبل الفم، والشكل الجميل يجذب الطفل.
- تحفيزه وتشجيعه بالعبارات اللطيفة.