أكدت أخصائية العلاج النفسي وحماية الطفل رجاء العجمي، أن استشعار الطفل للأمان النفسي بين أفراد عائلته والوالدين يضمن له الاستقرار النفسي والعاطفي من خلال تدعيم الجوانب العاطفية وتلبية الاحتياجات والمتطلبات النفسية له.

وأضافت أن أبناءنا أمانة فالوقت الذي ينمو فيه الطفل جسدياً هناك نمو نفسي وعاطفي أيضاً علينا إشباعه وتقديم الاحتواء الكافي لهم وليكن في حسباننا بأنه مهما أغدقنا عليهم بتوفير الحاجات المادية يبقون في حالة جوع هدَام إذا حُرموا من الإشباع للحاجات النفسية وأولها الأمان النفسي الذي من شأنه أن يبني شخصية أطفالنا بقوة وإيجابية.

واستعرضت أهم المتطلبات التي من شأنها أن تساهم في توفير الأمن النفسي للطفل، من بينها الحاجة الأساسية والتي تتربع على قائمة الحاجات وهما الحب والأمان، موضحة أن هاتين الحاجتين يجب توافرهما منذ حمل الأم لما له انعكاس مباشر على الطفل لا نشك لحظة واحدة في حب الوالدين لأبنائهم، ولكن تكمن المشكلة عند البعض في إتقان التعبير عن المشاعر اتجاه الأبناء والبخل اللفظي العاطفي لهم، وعدم التودد والتقرب مما يجعل الطفل في حالة نفور عاطفي من الوالدين لعدم إشباع حاجاته العاطفية.

وأكدت أن من بين المتطلبات، الحاجات البيولوجية كتوفير الطعام المناسب والنوم الهادئ، والحاجة إلى الاهتمام والمكانة والطمأنينة ، بالإضافة إلى الحاجة إلى الاستقلال الذاتي ضمن إطار الأسرة.

وحول كيفية تحقيق الأمان النفسي للطفل قالت: «لابد أن يسود المنزل الاستقرار الأسري والابتعاد عن النزاعات والمشاحنات خصوصاً أمام الأطفال وحمايتهم من الصدمات النفسية لِما لها الأثر الكبير على البناء النفسي لهم، وتوفير جو من المودة والرحمة والترابط داخل الأسرة لكي يشعر الطفل بالألفة الروحية، بالإضافة لإعطاء الطفل مساحة من التعبير عما بداخله ووصف مشاعره في كل الحالات والظروف بأساليب محببة من قِبل الوالدين ودعمه إيجابياً في عدم كبت مشاعره بطريقة مهذبة لتمكينه من إثبات ذاته».

وأشارت إلى أنه يجب مشاركة الطفل اهتماماته وهواياته وتشجيعه عليها وتنميتها بالتشارك مع أفراد العائلة والوالدين ليشعر الطفل بالمساندة النفسية والدعم الاجتماعي من حوله، ومنح الطفل وقتاً خاصاً به ليشعر بأهميته، بالإضافة إلى ضرورة ضبط الانفعالات أمام الأطفال لأن سلوك الآباء هي مرآة الأبناء.

ولفتت العجمي، إلى أن الحزم اللطيف بإقرار المشاعر وإظهار التفهم وإعطاء الخيارات الممكنة وإعادة توجيه للطفل باستخدام الخيال والمرح بعض الأحيان من محققات الأمان النفسي للطفل.

وفيما يخص الأسباب التي تفقد الطفل الأمان النفسي، أوضحت أن هناك عدة أسباب تساعد على فقد الطفل للأمن النفسي داخل الأسرة ويبرز أهمها في انعدام الاستقرار العائلي والأجواء المشحونة بالمشاكل داخل الأسرة، إضافة إلى أساليب الوالدين غير الصحيحة في تنشئة الأطفال مثل الدلال الزائد والتذبذب في التربية بين لين وشد والتفرقة بين الأبناء والصراخ على الأطفال، بجانب الكلمات السلبية التي يطلقها الوالدان على مسامع الأطفال مثل أتعبتني وأنتم عبء ثقيل وليتني لم أنجبكم.

وأكدت أن كل هذه الكلمات تترك ندوباً نفسية تشعر الطفل بعدم الأمان النفسي، كما تتدخل الظروف المادية المتردية في اهتزاز الأمان الداخلي للطفل لعدم توفير الاحتياجات اللازمة له.

وبينت أن مؤشرات انعدام الأمن النفسي للطفل تتمثل في عدم الثقة بالنفس، وادعاء الألم المتكرر دون وجود مرض جسدي، والنكوص والرجوع إلى افتعال حركات لمرحلة عمرية سابقة مثل مص الأصبع والتبول اللاإرادي، وتوجيه العدوان اتجاه نفسه والآخرين، الانسحاب من جماعة الرفاق وعدم الاندماج معهم، ناهيك عن ضعف المستوى التعليمي.