سماهر سيف اليزل

أكد الباحث الاجتماعي بمركز حماية الطفل في وزارة التنمية الاجتماعية زكريا أحمد، أهمية قيام الوالدين بتفعيل الرقابة منذ السنوات الأولى من عمر الطفل بما يتناسب وعمره، مع ضرورة الاستمرار في ذلك.

وأوضح أن تربية الأبناء لا تقتصر على الجانب المادي فقط، حيث لا بد أن يكون الجهد المبذول في ذلك كبيراً للوصول إلى نتائج إيجابية في سلوك الأبناء، وأن الزواج وبناء الأسرة هما مسؤولية اجتماعية هامة على عاتق الوالدين تتطلب إيجاد مهارة الحوار مع الأبناء والتربية الراقية تتخللها الرقابة المشروعة التي تؤدي إلى تكوّن رقابة ذاتية لدى الطفل بحيث يساهم في حماية الأبناء من السلوكات السلبية المكتسبة من المجتمع المحيط أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وبين أحمد أن رقابة الوالدين يجب أن تكون بشكل مناسب مع الأطفال وبعيداً عن التعنت والتشدد أو الملازمة الدائمة أو التفريط في المتابعة اليومية، ومن المهم أن يعلم الوالدان أن استقرار الأسرة وترابطها والممارسات الوالدية الإيجابية لها دور مهم وإيجابي في الوقاية من السلوكات الخاطئة وتعزيز الرقابة للطفل.

وأشار إلى أن هناك 3 أساليب للرقابة، يتمثل الأول في مراقبة تصرفات الطفل في المنزل، ولتفعيل ذلك الجانب لا بد من ملاحظة سلوكات الطفل في المنزل في حال اكتساب سلوكات جديدة وخاطئة ومواجهة الطفل عبر حوار يتسم بالتوازن والهدوء الانفعالي لمعرفة مصدر تلك السلوكات وكيفية تعلمها، ومن جانب آخر لتفعيل هذا الأسلوب يجب مراقبة كيف يقضي الطفل وقته في المنزل ومحاولة إشغال وقت فراغه في البرامج أو الأنشطة التي تعود عليه بالمنفعة الإيجابية لملء أوقات فراغه بما يستفيد منه.

أما الأسلوب الثاني فيتمثل في مراقبة الطفل خارج المنزل، ولتفعيل ذلك يجب مراقبة الأماكن التي يرتادها الطفل خلال خروجه من المنزل وتعريفه بالأماكن التي يسمح له الذهاب إليها والأماكن التي يمنع عليه الذهاب إليها، كما يجب التعرف على أصدقاء الطفل وأخلاقياتهم حيث إن الصديق يعتبر من أكبر المؤثرين على الطفل وسلوكاته وكما يقال في المثل الشعبي "الصاحب ساحب".

وأوضح أنه يمكن للوالدين النقاش مع الطفل بشكل يومي عند عودته من خارج المنزل حول تفاصيل قضاء يومه مع إدخال التوجيه والإرشاد والتوعية السليمة في حال ملاحظته سرد سلوكات خاطئة قام بها مع أهمية الحفاظ على التوازن الانفعالي والمحافظة على الهدوء وعدم التعصب في إرشاده. ومن أهم الجوانب لتفعيل هذا الأسلوب هو بناء الثقة بين الوالدين والطفل مع ديمومة تعريف الطفل بتلك الثقة الممنوحة له وذكر له عواقب الأفعال الخاطئة بخسارة تلك الثقة.

ولفت إلى أن الأسلوب الثالث يتمثل في مراقبة الطفل في الفضاء الإلكتروني، ولتفعيل ذلك لابد من مراقبة الهاتف الخاص بالطفل ومراقبة حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي التي يشترك فيها الطفل ومنها الإنستغرام والسناب شات وغيرها من البرامج، مع ضرورة تعريف الأطفال بالأوقات التي يسمح لها فيها باستخدام الهاتف، والاتفاق مع الطفل على تسليم الهاتف بشكل دوري للوالدين مع عدم وضع رقم سري أو مشاركة ذلك مع الوالدين، ولكن لا بد من الالتفات إلى أهمية إقناع الطفل بضرورة ذلك الجانب الرقابي للحفاظ عليه من المواقع الخاطئة وتوعيته بالمخاطر الإلكترونية والسلوكات الخاطئة فيها وعواقبها.

وأكد أحمد أن للوالدين مسؤولية في مراقبة سلوكات ونشاطات الأبناء مع التوجيه السليم لهم لحمايتهم من العادات السلبية والسلوكات الخاطئة والتصرفات المكتسبة من المجتمع المحيط بهم أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر مختلف الوسائل الأخرى.