بسمة عبدالله
تتسابق وسائل الإعلام لنقل مستجدات الأحداث وتطوراتها في الأراضي الفلسطينية وفي غزة بالتحديد، مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، أرض الأنبياء والرسل ومهد الرسالات.. أولاً بأول وبكل ما تحويه من مناظر تبكي لها العين دماً، وصور مؤلمة ينفطر لها الفؤاد ألماً، وتنكسر النفس حزناً.. أشلاء أجساد متبقية جراء القصف بالقنابل على البيوت السكنية وما خلَفته من جثث للموتى وجرحى تتراوح إصاباتهم من البسيطة إلى الخطيرة، نساءٌ ثكلى وأطفال يتامى غيب الموت أزواجهن وآباءهن.
لا نستطيع أن نخفي المشهد عن عيون أطفالنا وشبابنا مداراةً لمشاعرهم أو خوفاً من ردود أفعالهم لما لهذه الأجيال من علاقة وطيدة بوسائل التكنولوجيا والسوشال ميديا ووسائل الإعلام بشكل عام والتي يتم من خلالها تداول كل ما يجري من أحداث تارة بشكل صحيح وفيه مصداقية وتارة أخرى بشكلٍ ملفق يغلفه الكذب والخداع.
الحل هو التربية بالحدث، وكيفية توظيف الحدث تربوياً فواجبنا نحن الآباء والمربين والمسؤولين عن التربية والتعليم في الأزمات والملمات التي تصاب بها الأمة العربية والإسلامية بشكل عام. كيف نوظف ما يحدث في الأقصى تربوياً؟؟
أولاً: نتأسى بقوله صلى الله عليه وسلم «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ثم شبك بين أصابعه» أي أن علاقة المؤمن بأخيه المؤمن شبهها كالبنيان المتماسك مع بعضه وإذا افترق ضعف وانهدم. فالمسلم لا يستقل بأمور دينه ولا تقوم مصالحه إلا بمعاونة إخوانه وإذا لم يحصل هذا وشُغل كل واحد بنفسه ومصالحه الشخصية فقط فإن هذا يؤدي إلى تفكك البنيان وهدم العلاقات وضياع الأمجاد.
ثانياً: توضيح أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين باعتباره أول قبلة للمسلمين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم أسرى منه إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم» «سورة الإسراء: 1»، وهو ثالث الحرمين الشريفين.
ثالثاً: رواية القصص التي تبين وتوضح وتجيب عن الأسئلة التي تدور في الأذهان، مثل قصص الإسراء والمعراج وقصص الأنبياء والرسل وغيرها، فبالقصة نغرس القيم ونوسع المدارك والآفاق بأسلوب مقنع ومشوق.
ولا ننسى الدعاء لإخواننا المسلمين فهو سلاحنا الأقوى بقلب مؤمن مطمئن أن يكشف عنهم وينصرهم ويرحم شهداءهم. اللهم نستودعك فلسطين وأهلها أمنها وأمانها. وأن تحفظهم من كل سوء.