أهمية تزويد الأبناء بمهارات الثقة بالنفس والتعامل مع ضغوطات الحياة

أكدت أخصائية الإرشاد الأسري دلال العطاوي أن التربية الأسرية في فترة الطفولة تعتبر أحد العناصر الرئيسية لضمان النمو السليم للطفل على المستوى السلوكي والاجتماعي والنفسي، فالأسرة هي المؤسسة الأولى التي يتلقى الطفل منها احتياجاته العاطفية والنفسية ليصبح متوافقا أكثر مع نفسه ومجتمعه، وهذا يعود إلى مدى قدرة الأسرة في توفير الصحة النفسية للطفل في جميع مراحل نموه.

وبينت أن العلاقة الإيجابية والتفاعلية بين الأبوين والطفل تعد أحد أهم مكونات بناء الشخصية السوية والمتزنة، ووجود أي نقص أو خلل في التفاعل بينهم يشكل عاملاً سلبياً في الصحة النفسية ويساهم في بروز الهشاشة النفسية عند الطفل في جعله غير قادر على مواجهة أي مواقف أو ضغوط حياتية قد يمر بها في أثناء التفاعل الاجتماعي مع الآخرين مما يدفعه إلى الانهيار بشكل لا يتناسب مع الموقف ذاته، كالإحساس بالحزن من أي موقف عابر، وتغير المزاج والنفسية من أي كلمة والشعور بالإرهاق والضيق من أي موقف أو حدث مزعج بالنسبة له، ويكون غير قادر على مواجهة العالم الخارجي بصورة مثلى.

وأضافت، أن بعض الأساليب التربوية من قبل الأبوين لها دور بارز في ظهور هذه الهشاشة النفسية عند بعض الأطفال كاستخدام أولياء الأمور الحماية الزائدة للطفل وعدم تركه يخوض التجارب الحياتية بدافع الخوف المفرط عند الآباء، ولا شك في أن التدليل عن الحد الطبيعي يساهم بخلق شخصية غير قادرة على الاعتماد على نفسها لحصوله دائما على رغباته وأهوائه، وعند مروره بأي أزمة لا تتوافق مع احتياجاته يبدأ الطفل مرحلة الانهيار النفسي الداخلي والضيق والتوتر نظرا لعدم قدرته على السيطرة على العالم الخارجي الذي لن يلبي له كل ما يريد من رغبات وأهواء.

وأشارت إلى أن من أبرز ما يشعر به الطفل الذي يعاني هشاشة نفسية بأنه «غير كفؤ، وضعيف مهما حاول إبراز قوته وشجاعته كما يرى نفسه بأنه سبب في المشكلات»، ومع تزايد إحساس الطفل بالضعف النفسي والضغوطات النفسية قد ترافقه تلك المشاعر، وسوء التوافق الاجتماعي، والخجل من الآخرين، والإحساس بالحزن والقلق والنظرة السلبية للذات.

وأوضحت أنه من هذا المنطلق يأتي دور الأبوين لإبراز المناعة النفسية وتجنيب الطفل الهشاشة النفسية من خلال تزويد الطفل بمهارات الثقة بالنفس وتعريفه بكيفية التعامل مع المشكلات والضغوطات الحياتية عن طريق تزويده ببراعة حل المشكلات والقدرة على اتخاذ البدائل، كما يتم العمل على إعطاء الطفل بعض المسؤوليات التي تتناسب مع سنه، بالإضافة إلى مساعدة الطفل على التخلص من الأفكار غير المنطقية التي لا تستدعي تضخيمها واعتبارها مشكلة حياتية، واتساق مع ما تم ذكره فإنه كلما تم استثمار وقت الطفل بأمور مفيدة ومحببة بالنسبة له وتساهم بارتقائه وتحقيقه للإنجازات كلما أدى ذلك إلى رفع النظرة الإيجابية للذات وصرف النظر عن السلبيات.