محمد إسحاق تخلص من عبودية الوظيفة وانطلق في مجال ريادة الأعمال الخصب وكن من الأثرياء والسعداء في حياتك، لا تتوقف انطلق اليوم وانتهز الفرص المتاحة أمامك لتكون حُراً طليقاً..مهلاً...هل فعلاً صدقت هذه الكلمات وأخذت بها؟؟هل فكرت فيها قبل التحمس والانجراف خلف بعض من يُرددها ويُكررها؟؟هل كل من اتجه إلى ريادة الأعمال صار من الأثرياء أم هناك من لم يوفق في ذلك؟؟هل فكرت في صحة المقولة أن الوظيفة هي عبودية؟؟ وهل رائد العمل بعد توسع مشاريعه وأعماله سيكون حُراً طليقاً كما يزعم البعض أم إنه سيكون مُلزماً بوقت دوام ثابت وبجدول أعمال مزدحم وطلبات لتلبيتها ومستثمرين يطالبون بنسبة من الأرباح بشكل متواصل، وكلما توسعت الشركة زادت الأعمال والمهام المطلوبة؟ليس الهدف من المقال التقليل من مجال ريادة الأعمال ولا من العمل الوظيفي بل الهدف هو بيان أن لكل إنسان مهمة في هذه الحياة، فالموظف يكمل رائد الأعمال وسبب من أسباب استمراره ونجاحه، وهل هناك شركة أو مؤسسة تجارية تخلو من الموظفين على اختلاف تخصصاتهم، فالعلاقة ليست بين عبيد وأحرار كما يتحدث بها البعض إنما هي علاقة تكامل والكل يكمل الثاني، ومجال ريادة الأعمال لا يصلح للناس كلهم، وعلى الإنسان أن يُجرب نفسه ويبحث في صلاحية المجال لنفسه قبل التوجه إليه.وما المانع من أن يكون الشخص موظفاً وصاحب مشروع ريادي؟؟ وما المانع أن أفتح مشروعي الريادي الخاص بعد التقاعد واكتساب الخبرات وتكوين العلاقات التي ستُساعدني مستقبلاً في مشروعي ولدي راتبي التقاعدي فيما لو تعثر المشروع أو لم يُقدر له النجاح؟؟وهل كل المشاريع الريادية تتطلب رأس مال كبيراً للبدء بها؟؟ فقد تغيرت الأمور وصار الشخص الذي يمتلك مهارة في مجال ما -كالتصميم أو البرمجة أو الحرف اليدوية وغيرها- قادراً على عرض أعماله وخدماته والتواصل مع الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكل يسر وسهولة.الحياة فيها فرص كثيرة، ولا ينبغي أن نُقلل من شأن أي عمل ودور أي إنسان، ولو فرضنا أن إنساناً لم يوفق في فتح أي مشروع جانبي أو عمل ريادي فالمجال مفتوح ليكون شريكاً في أحدها ولو بمبلغ من المال يساهم في ذلك وتكون له حصة في المشروع.ولو لم يقدر لأي إنسان أي مما سبق فليس أمراً يُعاب عليه، فهو يسد ثغرة في مجاله وأحد أسباب نجاح المؤسسة التي يعمل بها، وهو باب الرزق الذي فُتح له فليجتهد في التميز والإبداع في مجاله قدر استطاعته. وكل ميسر لما خلق له.