إيمان عبدالعزيز
لا تخلو العقول النيرة من الأفكار التي تحمل في جعبتها التخطيط الأمثل لإنجاز الطموحات اللامتناهية، ورسم الأهداف سعياً لتحقيقها أملاً في الوصول إلى أقصى مستويات التميز في مختلف المجالات.
إنها متسع من الطاقة الإيجابية، الكامنة في الفرد نفسه الذي يضع رغباته في رزم الأمنيات التي يطمح في تحقيقها، لتصبح واقعاً ملموساً ينتج عنه الشعور بالسعادة والامتنان بما تم إنجازه.
وفي كثير من الأحيان قد يعد الفرد كافة معداته وجاهزيته ليمضي رحلة عملية في تحقيق حلمه الذي يسعى من أجله، إلا أنه قد تقف الظروف الحياتية القاهرة حائلاً بينه وبين مشوار تحقيق أحلامه، ويصعب عليه اجتياز تلك الظروف مما تعثر طريقه في الوصول إلى تنفيذ مقاصده.
جميعنا ندرك المقولة الشعرية للشاعر أبي الطيب المتنبي «ما كل ما يتمنى المرء يدركه»، ولكن لو تأملنا بتمعّن القاعدة التي تحث على عدم الوقوف على الأسباب، وهي «ما لا يدرك كله لا يترك جله»، أي لو أن الفرد يبذل ما بوسعه في تحقيق ما يمكن إنجازه بحسب إمكانياته واستطاعته تدريجياً مع العمل جاهداً على تطوير ذاته، خير من اليأس والعجز التام عن تلبية تطلعاته.
وفي حياتنا الاجتماعية، تتعدد المواقف والصور التي تحث على السعي وبذل الجهد بما هو متوفر لدى الفرد وبحسب قدراته، لكي يسير على خطى التقدم دون الالتفات إلى ما يعجز عن إتقانه.
في أحد المواقف الدراسية لو كانت قدرات الطالب تعجز عن إيصاله إلى الترتيب الأول على الفصل، لا بأس لو اجتهد بكل ما وسعه لتحقيق المرتبة الأخيرة في قائمة المتفوقين، عوضاً عن الإحباط والانجراف نحو الإهمال والتهاون عن الدراسة.
وعندما تعجز الإمكانيات المادية لفنان تشكيلي عن المشاركة في المسابقات الفنية العالمية، من الإمكان أن يبدع في ما لديه من مهارات فنية ويسعى لصقلها حتى يتسنى له المشاركة في المسابقات المحلية.
وقد يستطيع العاطل عن العمل أن يستثمر وقت فراغه بتنمية حرفة ما، حتى تتحول إلى مشروع منزلي صغير فيتطور تدريجياً ليصبح مشروعاً تجارياً مربحاً.
وها هي مجالات الحياة باختلافها وتنوعها، قد لا يظفر الفرد بكل ما يتمنى حصوله، ولكنه يستطيع البقاء في قائمة النجاح دون التنحي عنها، وذلك بالعزم على إطلاق العنان في بذل ما تتيسر له من الجهود بكامل القبول والقناعة بما يحققه من نتائج مرضية.