حنان الخلفان
بارك الله في رجلٌ عرف معنى القوامة والمروءة والرجولة، بارك الله لوالديك الذين أنتجوا وأسسوا لجيل سيكبُر وينتج فروعاً لأمثاله، بارك الله في رجل هو الأهل والأمان والسند، يشع وجهه سماحةً ونور طيب القلب، رجلُ بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، يملك القناعة والحكمة، بارك الله في من اتسم بصفات الاتزان والتوازن والحكمة، الرجل الحليم شريفُ الأخلاق، الرجل الذي يعتمد عليه في الشدة قبل الرخاء.
في زمن الطيبين، وتعمدت بذكر هذه الكلمة لأنه بالفعل كان زمن الطيبين والصفات النادرة، كان الرجال يعيشون على مبدأ القيم والعادات والتقاليد، فالرجل يتحمل المسؤولية، قوي الشخصية خارج جدار منزله، حنوناً عطوفا لطيفاً مع أهل بيته، باراً بوالديه، يسمى برجل المواقف بين جيرانه وأصدقائه، يتسم بالأمانة، محبوباً ومعروفا بحسن الذكر في المجالس وبيوت أقاربه وذويه، لا تشغله توافه الأمور، تماما عكس ما تجري عليه الأمور اليوم وفي وقتنا الراهن تحديدا، فلدينا جيل أو بعضهم على أقل تقدير لا يحملون من الرجولة إلا اسمها، باتوا من عشاق الموضة يتنافسون في حجز المواعيد في مراكز التجميل وعيادات التنحيف، يتراقصون في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا غيض من فيض، لا نعلم إلى أين يقودنا المستقبل، فلربما نشاهدهم يجرون عمليات تكبير الشفاه وقطع المعدة بغرض الرشاقة، يتحدثون بمصطلحات كانت في زمن ما محتكرة على العنصر النسائي فقط مثل الفيلر والبوتوكس وإبر النظارة، ولربما يتنافسون لاحقاً بعد ذلك على اقتناء مواد ومساحيق التجميل.
ومنهم من يجلس على هاتفه بالساعات ويهدي أبناءه الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف والآيباد والبلايستيشن، ليتفرغ لوسائل التواصل الاجتماعي ويصدر أحكامه العامة السلبية على أفعال الآخرين متخفياً خلف شاشته، فالإنسان بطبعه ميال لإيجاد الأعذار والمبررات لنفسه فلا يرى أياً من عيوبه وتصرفاته.
عزيزي الرجل، لا تشغل نفسك وتهدر طاقاتك ومواهبك في توافه الأمور فلا تحرث في البحر وأُشغل بنفسك وبيتك وأهلك فقط.
كن مستقلاً بذاتك متمسكاً بأطراف حياتك بثبات، لا تتوهم أنك أفضل من الآخرين فأعظم القادة وصناع التاريخ وآباء العلماء صنعوا أمجادهم بأنفسهم دون التدخل في الأمور النسائية، اجعل من كمال العقل وسعة الصدر وامتلاك النفس وضبطها نصيب، ألف بين القلوب وانشر المحبة بين الناس وأزل العداوة من النفوس وأمنع الحسد والشحناء من الصدور لا تكن ذكراً بين الرجال الحقيقيين، فالمستقبل لن يرحم المتشبهين بالنساء، ولن يقبل إلا بمتانة العود، وأطباع الرجال.