عائشة البوعينين

تتكون شخصيات أبنائنا بناءً على النمط التربوي الذي تربوا عليه، حيث يؤثر هذا النمط على نحو مباشر في سلوكاتهم وتوجهاتهم، فتختلف ردة الفعل من ابن إلى آخر بحسب ما يواجه في حياته من مواقف وتغيرات وكيفية تعامل الوالدين مع تلك المعطيات.

تتنوع أنماط تربية الأبناء باختلاف تفكير وأهداف الآباء من التربية؛ فمنها النمط القائم على الانضباط الذي يتسم بالتشديد على القواعد والقوانين الصارمة، وفي هذا النمط يتوقع الآباء الطاعة والانصياع الكامل من قبل أبنائهم.

وعلى النقيض يظهر لنا النمط الإيجابي المتساهل نوعاً ما في التربية، حيث يعتمد على تعزيز السلوك الإيجابي عن طريق المكافآت والتشجيع مع تجنب العقوبات والمحاسبة لأي خطأ يصدر عن الأبناء.

كذلك يظهر لنا النمط الديمقراطي الذي يشجع الأبناء على المشاركة واتخاذ القرارات المشتركة بين أفراد العائلة، ما يسهم في تنمية العديد من المهارات لدى الأبناء، مثل اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.

ولا يمكن إغفال نمط التربية بالتحفيز والتحدي الذي يشجع على توفير بيئة تحفيزية تشجع الأبناء على استكشاف إمكاناتهم وتحديد طموحاتهم، ويقابله نمط التربية بالاستقلالية الذي يمنح الأبناء القدرة على تنمية مهاراتهم الحياتية بدءاً ببراعة التعاطف والتكيف وانتقالاً إلى التفكير التحليلي ومواجهة المشكلات.

لا يستطيع أحد أن يجزم بنجاح نمط دون الآخر كذلك لا يمكن التعويل على نمط واحد في التربية؛ فأصابع اليد الواحدة تختلف وأبناء البطن يختلفون في طباعهم وأنماط تفكيرهم، لذلك المربي الناجح هو من يستطيع فهم احتياجات أبنائه ويحرص على التواصل الفعال معهم مهما كان النمط التربوي الذي اختاره في تعامله مع أبنائه.

همسة أُس

التربية الموقفية القائمة على المبادئ تعد من أفضل الأساليب التربوية، ولا بد من أن يوضح الوالدان لأبنائهم الحدود والضوابط التي يقوم عليها بناء الأسرة، مع فتح المجال لهم بحدود ضمن دائرة المباح دون التساهل مع الحرص على التنويع في الأنماط التربوية بحسب المواقف التي تمر بنا في حياتنا اليومية مع الأبناء.

* مدرب تربوي وكوتش اختصاصي سعادة ومرشد أسري

AISHAALBUAINAIN@