حنان الخلفان


تستوقفني اللحظات، وأعيد معها الذكريات، تلك الذكريات التي تتزامن مع شهر ديسمبر من كل عام، احتفالات وطنية وذكرى قلبية تضج بالمشاعر والأحاسيس التي تزداد بفرح الأهالي كبيرهم وصغيرهم، نسائهم ورجالهم، نستذكر معها الذكريات واللحظات الجميلة، نعيد سردها في تجمعاتنا العائلية، في أحاديثنا مع الأسرة، نقص عليهم ذكريات شارع 16 ديسمبر، ذاك الطريق الذي كنا ننتظر ديسمبر من أجله لنقف مدهوشين فرحين بجمال الأنوار المضيئة والتي تزيّن الأشجار واللوحات الكبيرة التي تضم صور القيادة الحكيمة وعبارات الإهداءات، وتلك الفرق الشعبية التي تطوف بذلك الموقع، وعربات الكرنفال الكبيرة التي تحمل إبداع الوزارات ومؤسسات القطاع الخاص، والتي تُبهر المجتمعين والحشود، حاملة طلبة المدارس الذين كنا نحسدهم بودودهم على ظهر تلك العربات.

كنا نستقبل شهر ديسمبر الرائع بالأعلام في الشوارع والإضاءات والسيارات المزيَّنة والفرحة التي تعمّ في الفرجان والأحياء والقرى والمدن، والأطباق التي تنتقل من كل بيت وجمعات الأسر، تتنوع البرامج في ذلك الوقت بين التواجد في شارع الاستقلال وما بين زيارة قلعة الرفاع «الحنينية» لرؤية الألعاب النارية والفرق العسكرية، ناهيك عن الحدائق العامة وزينتها وبهجة زوارها والازدحام الكبير من قبل المواطنين والمقيمين عليها، أعداد هائلة من الأطفال ينتظرون بفارغ الصبر وبعيون تملؤها الدهشة عند دخولهم إلى شارع مدينة عوالي لرؤية الأشجار المضيئة، لا أعلم كم منا انتظر بوابة مدينة عيسى في ديسمبر، التي دائماً ما تتزيّن في أعراسنا الوطنية، آه كم أنتِ جميلة يا البحرين! كم أنتِ رائع يا وطني!

دائماً ما يجول في بالي سؤال، يا ترى ما هو الدافع الأول لحبنا للبحرين، وما سبب ولائنا للوطن وللقيادة الرشيدة، بلا شك هي الأسرة وفي مقدمتهم طبعاً الوالدان، فعندما يغرسون بنا الهوية الوطنية ويزرعون فينا حب الوطن وبالأخص خلال مرحلة الطفولة على وجه التحديد حينها تتشكل هويتنا الوطنية، وينبت داخلنا نبت المواطن الصالح القادر على النهوض بنمو الوطن في جميع المجالات، بعدها يأتي دور وزارة التربية والتعليم وغرسها لقيم المواطنة عبر احتفالاتها في جميع المراحل الدراسية من التعليم المبكر حتى مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة، ووزارة الإعلام وإعلاناتها وعباراتها في مختلف شوارع الوطن وطرقاته، وبرامجها المعززة للغرس الثقافي والهوية الوطنية، وهنا أيضاً نقف وقفة شكر وعرفان إلى وزارة الداخلية لدورها في توفير الأمن والأمان ودورها في تسيير الحركة المرورية خلال أيام الاحتفالات الوطنية.

«يا كبر البحرين في قلوبنا وأرواحنا، كبير الشان يا ملكنا، يا طيب القلب وحازم الفعايل، نبيل الحسب والنسب يالشهم»، فكم تشرفت باللقاء وبالحديث مع جلالته في مهرجان البحرين أولاً. وأختم مقالي هذا بتهنئة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وإلى شعب البحرين الكريم.