أميرة صليبيخ
قبل أن تكتب الروائية الكندية مارغريت آتوود رائعتها الشهيرة (حكاية جارية) كان السؤال الذي قفز إلى ذهنها في ذلك الوقت هو: ماذا لو وقعت أمريكا تحت نظام حكم شمولي، فأي نظام سيكون؟ وهل يمكن إعادتهن للمنازل مجدداً بعد أن تحررن وانطلقن للعمل؟ وما الوسيلة لذلك؟ فكانت الإجابة هي: العبودية للإنجاب، ومن هنا تمخضت الرواية التي نالت بها جائزة البوكر البريطانية عام 2019، وتحولت إلى مسلسل على منصة «نتفليكس» تحت عنوان The Handsmaid’s tale ويعد واحداً من أكثر المسلسلات مشاهدة على المنصة.
أما جورج ر. ر. مارتن صاحب ملحمة (صراع العروش) الممتدة على مدى ثماني أجزاء، فقد كتبها إجابة على سؤال قفز إلى ذهنه وهو يرى سلاحفه الصغيرة تلعب على الشاطئ، ترى ما الذي سيحدث لو كان هناك صراع بينها من أجل العرش؟ فتفجرت الشرارة لكتابة أعظم الأعمال الأدبية في العصر الحالي وأكثرها نجاحاً ومشاهدة على مر التاريخ.
أما هاروكي موراكامي الروائي الياباني المصنف كواحد من أكثر الأدباء الأحياء تأثيراً في العالم فأسئلته في الغالب تكاد أن تكون عديمة المعنى لمن يسمعها. في أحد المرات كان يتناول السباغيتي عندما سمع طائر في الخارج فسأل نفسه: ما الرواية التي أستطيع أن أجمع فيها هذين العنصرين السباغيتي وصوت الطائر؟ فكتب ثلاثيته الرائعة يوميات طائر الزنبرك.
بالرغم من بساطة الأسئلة السابقة إلا أنها جاءت بنتائج عظيمة ومبهرة. أغلب العلماء والمخترعين يدركون أهمية السؤال الصح خصوصاً قبل النوم. فآينشتاين ونيكولا تسلا مثلاً كانوا يفكرون في الاختراع أو النظرية قبل النوم ويتلقون الإجابة في الحلم على شكل فكرة أو إلهام.
ما عليك فعله هو أن تسأل سؤالاً صحيحاً واعياً ولا تنتظر الإجابة. فقط اسأل وحرر السؤال وسيأتيك الجواب في أشكال مختلفة كحلم، كإلهام، كفكرة أو حدث معين. من المهم أن تستفيد من هذه الطريقة في تحسين جوانب حياتك بأن تسأل: لماذا حياتي تزدهر بشكل مستمر؟ أو لماذا الأفكار الملهمة تملأ عقلي دائماً ؟ أو لماذا وزني ينزل بسرعة وصولاً للوزن المثالي؟ السر في السؤال هو توجيه عقلك الباطن لإيجاد الإجابات لك فهو في رحلة بحث دائمة عن إجابة ما لا يهم مدى إيجابيتها أو سلبيتها بالنسبة له. فعندما تسأل أسئلة حمقاء مثل لماذا حظي سيء دائماً» فإن المحصلة أنك ستجد المزيد والمزيد من المواقف التي تدعم هذه الفكرة وتجيب على هذا السؤال. فتعلم أن تروض عقلك وتدربه على السؤال الصح الذي يخدمك.