حنان الخلفان


في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر، نستذكر اثني عشر شهراً مضيئة مرت علينا، كانت مليئة بالخير والعطاء بما كتبه الله، فلله الحمد على النعم التي نعيشها وعلى رزقه وعلى ما عشناه من أيام العام بحلوها ومرها، الحمد لله على نعمة الأمن والأمان في وطننا، وعلى مناسباتنا السعيدة ولحظاتنا الجميلة التي عايشناها وتركت بصمة في قلوبنا، كم من العائلات استقبلت مواليد جدداً، وكم من الأسر شهدت مناسبات عقد القران ليخوضوا حياة جديدة ويكونوا أسراً ممتدة، ولا ننسى طلبتنا في كافة المراحل التعليمية المدرسية والجامعية وفرحة أولياء أمورهم، وللموظفين بالقطاعين العام والخاص نبارك لمن حظي بالترقية منهم ونأمل التوفيق في العام القادم للبقية.

ومهما حاولنا عد النعم واستشعارها فإنها لا تُحصى، فالرزق من الله منه ما هو ظاهر ونعلم به ونستشعره، ومنه ما هو باطن لا علم لنا به لحكمة لا يعلمها إلا الله، فهو العادل والرحيم.

ويمضي العام تلو العام، وهناك من حقق أهدافه وهناك من حقق بعضاً منها، والبعض الآخر لم تسمح له الفرصة للوصول لها، والبعض منا فقد عزيزاً على قلبه، فحتى إن زرع فينا هذا العام الذي يوشك على النهاية ذكريات مؤلمة، لكننا سنظل أقوياء، وسنبقى نخوض تجاربنا في الحياة، ففي نهاية العام علينا وضع كل حدث سيئ خلفنا ولا نزعج أنفسنا ومن حولنا بكل ما هو سلبي، ومع نهاية كل سنة ميلادية تذكر دائماً أين كنت وكم خطوة تقدمت، كُن أنت واملأ الفراغ من خلال إنجازات جديدة وطموح أعلى وعزم أقوى، وربما شخصية جديدة مختلفة، اجعل العام الجديد نقلة حسابية جديدة مليئة بالفلاح والنجاح.

عامٌ مضى نعلم ماضيه، وعامٌ قادم لا نعلم خفاياه، دخل حياتنا أشخاص في عام 2023، وكان دخولهم بالنسبة لنا حياة أخرى، حياة ملأى بالجمال والفرح والتفاؤل، وبيدنا ان نستثمر ذلك التفاؤل لينعكس على مستقبلنا ونجعل من جماله جمالاً غير محدود، ونرمي من خلال ذلك الجمال والتفاؤل كل سلبيات العام الماضي، فمن غمروا قلوبنا سعادة وعزفوا في أرواحنا أوتار الفرح، ومن يملكون قلوباً دافئة سعيدة وطاقة إيجابية فهم من يستحقون البقاء بيننا وفي قلوبنا.

فما أجمل السنة الجديدة حينما نعمرها بطاعة الله، «عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا الى ربنا راغبون» فاللهم اجعلها سنة خالية من الذنوب والمعاصي والأحزان واجعلها مليئة بالرضا والطاعة، واجعل أول أيام السنة القادمة صلاحاً وأوسطها فلاحاً وآخرها نجاحاً، ونسألك ربي خيراً لنترك كل ما أثقلنا وأتعبنا، لن نجعلها مجرد نهاية سنة، بل سنغلق أبواب صفحاتها السيئة ونحمل للسنة الجديدة آمالنا وأحلامنا، فمرحباً بكل البدايات التي تليق بنا.