إيمان عبد العزيز
تُشد العزائم في تفريغ الطاقات الإبداعية المحفزة للتخطيط الفعال للأفكار الخارجة عن المألوف، والتأني في رسم أهدافها لتلبية تطلعاتها المنشودة، التي يسعى لتحقيقها كل فرد مرتقياً بطموحاته في سبيل الوصول إلى أرقى طبقات التميز والتألق لتصبح بصمات خالدة يشار إليها بالبنان.
ولا ينخفض سقف التطلعات بقدر ما يستمر دوران عجلة التخطيط في تحقيق المزيد من الإنجازات وتطبيقها بالكامل على أرض الواقع.
كما للعوامل المحيطة بالغ الأهمية وعظيم الأثر في تعبيد الطرق لبلوغ الأهداف المرجوة، بدعم البيئة الأسرية والدراسية والمهنية، والأخذ بالأيدي تعزيزاً للثقة، التي ترسي ركائز مسيرة الإنجازات.
وفي بعض الأحايين، قد يحدث خطب ما ناتج عن طارئ الظروف المرتبطة بمشيئة القدر، ما يمنع تنفيذ المخططات في الوقت المحدد إليه، الأمر الذي يوقع الفرد في فخ اليأس والإحباط عن مواصلة سير الإنجازات.
فعندما تمنع إرادة الله تعالى حدوث أي موقف أو مشروعات أخفق تنفيذها في المدة الزمنية المرجوة، لا يعني الاستسلام للركود الذاتي، بل لا بد من تجديد النهوض تسلحا بالصبر والعزيمة، لأن المنع في هذا الوقت المطلوب لا بد أن يحمل خفايا من الحكمة الإلهية التي تصب في صالح الإنسان ليعلم ما وراءها من أبعاد تحمل في طياتها من النوافع والمكتسبات.
فحينما تشاء الأقدار تأجيل ما تم السعي لتحقيقه في هذا العام، فلم يكن التقصير أحد أسباب هذا التأجيل.
ومن الأمثلة الحياتية في واقعنا المجتمعي، عندما يقدم شاب حديث التخرج الجامعي على مبادرة شبابية تطوعية في مجال الإبتكار، وعرقلت سبيله نقص الميزانية المالية لإكتمال العمل، مما أوقف انجازه لهذا العام، فلا بد من التحلي بالمزيد من الصبر والأمل في بذل جل المساعي المقرونة بالتوكل على الله تعالى، لكي يكتمل العمل متكللا بالنجاح في العام القادم.
وفي الحياة العديد من الخطط والأفكار الإبداعية والمشاريع التي من المؤمل أن نتجز في الأعوام المستجدة، آملين بتوفيق الله عز وجل في إنجازها وإتمامها لتعود بالنفع والنماء للأفراد والمجتمع. ونستهل عامنا الجديد رافعين أكفتنا الضراعة سائلين المولى العلي القدير أن يسبغ علينا كل ما هو خير في هذا العام وعلى الأمتين العربية والإسلامية جمعاء.