عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش - اختصاصي سعادة ومرشد أسري
تعيش الأم في عالمٍ مليء بالتحديات والمسؤوليات وغالباً ما ينسى الناس حاجتها إلى وقت للراحة والاهتمام بنفسها. وتحمل الأم عبئاً كبيراً من المسؤوليات لذلك عنايتها بنفسها ليست رفاهية بل هي ضرورة ملحة يجب أن تتفهمها كل أم وتدرك أهمية الاهتمام بصحتها العقلية والجسدية.
عزيزتي الأم إن كنتِ أماً قوية ستكونين قادرة على تقديم الرعاية والحب بشكل أفضل لأسرتك، قد تشعر بعض الأمهات بالذنب عندما يخصصن وقتاً لأنفسهن، لكن يجب الفهم أن الاهتمام بالنفس لا يعني إهمال من تعولهم من أفراد أسرتها إنما هو استثمار في نفسها وبالتالي سعادة الأسرة.
عزيزتي الأم، هل سمعتِ عن قانون حالات الطوارئ في الطيران ففي الحالات الحرجة يجب أن نرتدي قناع الأكسجين أولاً، ثم تهبين لمساعدة من معك، هذا التصرف ليس أنانية أو تفريطاً في حق الأسرة أو تفضيل الذات عليهم وإنما تقومين بذلك لتمنحي نفسك القدرة على إنقاذ من حولك.
عزيزتي الأم، عندما تقومين بالاهتمام قومي بذلك بدافع المسؤولية لا بدافع الأنانية فالغريق لا يمكنه إنقاذ غريق آخر، احرصي على أن تتعلمي كيف تعيشين لحظات من الهدوء والاسترخاء في أبسط الأمور حتى لو خصصتِ لنفسك ساعة من يومك وأنتِ موجودة في المنزل بين أبنائك بقراءة كتاب أو حتى القيام بنشاط تحبينه. بذلك أنتِ جعلتِ صحتك النفسية في صدارة الأولويات فتشحنين طاقتك لمواجهة التحديات اليومية في رحلة التربية.
الدعم الاجتماعي له دوره الفعّال في حياة الأم لذلك عليها أن تطلب المساعدة من أشخاص ثقة عندما تحتاج لتعطي رسالة للجميع أنها ليست وحدها في هذه الرحلة. الحوار مع شريك الحياة أو العائلة والأصدقاء قد يكون مفيداً لفهم التحديات المشتركة وتقاسم الهموم والأفكار، فالأبناء هم جزء لا يتجزأ من العائلة الكبيرة ولهذا لا تترددي أبداً في طلب المساعدة وتشارك المهام لتخفيف الضغوط والحصول على المزيد من الراحة والسعادة.
همسة أس
الأم هي القلب والروح للأسرة، لذلك يجب أن تكون في صدارة الأولويات بالاعتناء بنفسها لتتمكن من خلق بيئة إيجابية وصحية تنعكس على جميع أفراد أسرتها.