إيمان عبد العزيز |
انقضت مدة زمنية تناهز عاماً كاملاً انحسر فيها اجتياح فيروس كورونا (كوفيد19) عن العالم نوعاً ما، ما أمتع الجميع بمطلق الحرية بمختلف مقاصد الخروج من المنزل سواء للعمل أو للتنزه أو للزيارات العائلية أو للسفر وما إلى ذلك، دون التقيد بالاحترازات الوقائية، ولا سيما تحرر الوجوه من لثام الكمامات، والأيدي من ارتداء القفازات، ما جعل الحياة تعود إلى سابق عهدها كما كانت قبل حلول 2020.
ولكن جاءت مشيئة الأقدار أن تعود الجائحة مرة أخرى متفرعة بصنف آخر يدعى «1.JN»، لتحل ضيفاً ثقيلا على دول العالم يعكر صفوها من جديد، مع معاودة الالتزام بالاحترازات الوقائية بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي بات يؤرق كافة أفراد المجتمعات وخصوصاً أرباب الأسر ومن لديهم أطفال لا تقوى مناعتهم الجسدية على تحمل الإصابة بالفايروس ومضاعفاته، ما ينعكس سلباً على صحة الأبناء الجسدية، والنفسية عند معاودة المكوث في المنازل وانقطاع التنزه الخارجي، مع تجنب التجمعات.
ويجب على الأسر أن تبذل جل جهودها في توفير البيئة الصحية الآمنة لأبنائهم، مع مراعاة المشاعر النفسية لديهم. وخير ما تقوم به، هو تعويض الأبناء عن مغريات الترفيه الخارجية بتوفير الأجهزة الذكية المحملة بالتطبيقات والألعاب الإلكترونية لقضاء وقت ممتع، وتقديم بعض البرامج المنزلية كإعداد المسابقات الثقافية، واستثمار المواهب وتنميتها في وقت الفراغ استغلالاً للوقت في جني المنافع ولكسر الملل أيضاً.
ويلعب التحفيز دوراً مهماً في ضخ الحماس لدى الأبناء بتقديم ما هو أفضل لديهم في ظل الجائحة الراهنة، وذلك بتشجيعهم بالمشاركة في الفعاليات والأنشطة، والتسجيل في الدورات التعليمية، والندوات التثقيفية عن بعد، عبر منصات الإلكترونية والتواصل الاجتماعي، والأخذ بيدهم خلال الدوام الدراسي عن بعد «أونلاين» لتحقيق نتائج فضلى كما لو كان الحضور شخصياً، فانتشار المرض لا يقف حائلاً أمام الإرادات والعزائم.
إن تفشي الجائحة في الوقت الراهن تقع مسؤوليته على عاتق الأسر في الحد من إنتشار المرض عبر الالتزام باشتراطات السلامة المذكورة سالفاً، والعمل على ترغيب الأبناء في تقبل متغيرات الظروف الصحية والاجتماعية، والتكيف معها للتعايش في أوضاع سليمة من الإصابات الجسدية وصافية من العثرات النفسية.