حنان الخلفان
كان هناك مجموعة من الأصدقاء الذين كانت تجمعهم الكثير من الأنشطة والهوايات المشتركة، وكان بينهم شخص واحد يحمل شغفاً كبيراً تجاه سباق السيارات، هذا الصديق يمتلك سيارة قديمة لكنها مزودة بمحركات مدعمة للسرعة.
ومع كثرة إلحاحه على أصدقائه بالمشاركة في السباقات عبر حديثه المشوّق عن تجاربه مع السباقات، بعضهم تحمس لفكرة المشاركة ورأوا فيه فرصة المرح والتسلية والحماس والإثارة والتطلع للتنافس والتجربة الجديدة وبعضهم كان أكثر حذراً واعتبروا سباق السيارات نشاطاً محفوفاً بالمخاطر رغم الأفكار الشيطانية التي كانت تلعب بعقولهم إلا أنهم مقتنعين ومتفقين على الانسحاب من الموضوع برمته، وبدأ السباق وكان صديقهم الذي يحفزهم بالمنافسة الشرسة ومعه البعض من أصدقائه الذين أيدوا الفكرة قد تعرضوا لحادث شنيع أودى بحياة 3 منهم ونجا من السباق شخص واحد، واصطدموا بامرأة لها 3 أطفال توفت فور وقوع الحادث، وأصيب الأبناء بإصابات بالغة.
تلك قصص ومشاهد من واقع الحياة، يا ترى من منا يتعظ منها، وكم منا دفع ثمن تهوره من حياته وحياة أحبائه ليخوض تلك التجارب السيئة التي من الممكن أن تقضي عليه وعلى مستقبله ومستقبل أسرته، نحن من نجازي بالانسحاب من أصدقاء السوء، ونحن من ندفع ثمن قرارات أفكارنا الشيطانية مع الأصدقاء، فليس صديقاً لك من رآك على باطل وسكت عنه إنما الصديق الذي إذا انحرفت عن طريق الحق والصواب أعادك إليه.
فالصاحب ساحب ولو بعد حين، وقال عليه الصلاة والسلام «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»، فالحياة عبارة عن محطات تجارب ومخالطة الكثير من الأصدقاء ممن لهم قوة التحفيز والتأثير علينا، فهناك من يدعمون مساهماتنا الناجحة وآخرين يقحمونك في عادات وتصرفات سيئة، فليس فقط الصاحب ساحب على أرض الواقع، إنما قد يكون الساحب هو من نتابعه في مواقع التواصل الاجتماعي حتى ندرك أو نكتشف أن جميعها مظاهر خداعة غير صحيحة وغير موجودة في الحياة الحقيقية، فكم من المؤثرين دمروا أسراً مستقرة بسبب التصوير الزائف ولا نكتشف ذلك إلى بعد أن يكون الأوان قد فات وحينها نكون قد خسرنا أنفسنا وأسرنا بسبب تلك المظاهر الكاذبة.
أحسنوا صحبتكم ومتابعة مؤثريكم في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الصاحب ساحب، إما يأخذ بك إلى طريق الهدى والنجاح أو طريق الضلال والفشل، فالصديق الجيد رزق وما أجمل أرزاق الله، وهي كنز ليس له ثمن.