التبغ يتسبّب بوفاة 7 ملايين شخص كل عام
أكدت رئيسة جمعية أصدقاء الصحة، استشارية الصحة العامة د.كوثر العيد أن التبغ يضرّ كل أجهزة الجسم تقريباً، ويتسبّب بوفاة أكثر من 7 ملايين شخص كل عام.
وقالت إن الأبحاث تشير إلى أن الذين بدؤوا استخدام التبغ في سن المراهقة واستمروا لعقدين أو أكثر في استخدامه، يموتون مبكّراً عن الذين لم يستخدموا التبغ قط بمقدار 20 إلى 25 سنة، ولا تقتصر أسباب المشاكل الصحية الخطيرة والموت الذي يصيبهم على سرطان الرئة أو مرض القلب وحسب بل تشمل بعض الآثار الجانبية الأقل انتشاراً للتبغ، تساقط الشعر، وإعتام عدسة العين، والتجاعيد، وفقدان السمع، وتسوّس الأسنان، وانتفاخ الرئة، وتخلخل العظام، وقرحة المعدة، وتغيّر لون الأصابع، والإجهاض، والصدفية، وتشوه الحيوانات المنوية.
وأضافت، أن شهر رمضان المبارك فرصة للإقلاع عن التدخين وتغيير العادات غير الصحية، فالصائم يمتنع عن الطعام والشراب بما فيها التدخين لمدة أكثر من 12 ساعة باليوم، فلماذا لا يستفيد الصائم المدخّن من هذا الشهر الكريم بالامتناع كلياً عن التدخين بجميع أنواعه؟
وبيّنت أن الكثيرين استفادوا من شهر رمضان بقطع هذه العادة السيئة التي تضرّ بجميع أعضاء الجسم ناهيك عن الرائحة البشعة التي تلتصق بالمدخن طوال الوقت، مشيرة إلى أنه يجب على المدخن أن يردّد بأنه قادر على الصمود كما صمد طوال فترة الصيام، وأن يسعى لتحقيق هدفه في التوقف عن التدخين، وأن صحته وأمواله أَولَى بها نفسه وعائلته، وأن من حقّ كلّ مَن حوله أن يتنفس هواءً نقياً.
وقالت، إن التبغ مسبّب قوي للإدمان ويرجع ذلك أساساً إلى أن منتجات التبغ توصل النيكوتين بسرعة إلى الدماغ، ويؤدي إدمان النيكوتين إلى تحفيز قوي لاستخدام التبغ، من أجل تخفيف المزاج السلبي والأعراض الجسدية الناجمة عن الامتناع، ويعتبر الاعتماد على التبغ حالة طبية مزمنة تتطلّب التدخل المتكرّر والمحاولات المتعددة للنجاح في الإقلاع عن التدخين، حيث إن معظم مستخدمي التبغ يريدون الإقلاع عن التدخين ولكنهم يجدون صعوبة في ذلك، ووجد المسح العالمي للتبغ بين الشباب أن 71% من الطلاب المدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً في إقليم شرق المتوسط يريدون الإقلاع عن التدخين، ومن هنا تأتي أهمية تواجد عيادات للإقلاع عن التدخين وتوفر العلاجات المناسبة.
وحول الفوائد الصحية للإقلاع عن التبغ، بيّنت أن منها:
• توقف التدهور الحاصل في وظائف الرئة خلال 48 ساعة من الإقلاع عن التدخين.
• في غضون ثلاثة أشهر، يصبح المشي أسهل، وتزيد قدرة الرئة، ويتحسّن مظهر الجلد ويختفي شحوب الجلد الرمادي وتقل تجاعيده، ويختفي السعال المزمن ويقلّ خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
• على الأمد الطويل، يقلّل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكتة وأمراض الجهاز التنفسي.
• الذين أقلعوا عن التدخين بعد الإصابة بأزمة قلبية تقلّ فُرص إصابتهم بأزمة قلبية أخرى بنسبة 50%.
• يُمكن للمدخنين الذين توقّفوا عن التدخين قبل إصابتهم بمرض مرتبط بالتبغ أن يقلّلوا من معظم المخاطر المرتبطة بالتبغ في غضون سنوات قليلة.
• يعيش المدخنون السابقون عمراً أطول من المدخنين المستمرين في التدخين، ويزداد متوسط عمرهم المتوقع في جميع الفئات العمرية.
• للإقلاع عن التدخين فوائد صحية تعود على غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان التبغ، على سبيل المثال، أطفال الآباء المدخنين ينخفض خطر إصابتهم بأمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو والأمراض المعدية التي تصيب الأذن.
• الإقلاع عن التدخين يفيد الصحة الإنجابية، ويقلّل من مخاطر العجز الجنسي، وصعوبات الحمل، والولادات المبكرة، وانخفاض وزن المواليد، والإجهاض.
وأوضحت أن هناك عدداً من التدخلات الفعّالة للإقلاع عن التدخين منها:
• حملات التوعية المجتمعية للتشجيع على الإقلاع عن التدخين. حيث يُمكن تحويل الأشخاص إلى خدمات الإقلاع عن التدخين وخطوط الهاتف الخاص بخدمات الإقلاع.
• إدماج مشورة الإقلاع عن التدخين في خدمات الرعاية الصحية. حيث يُمكن تذكير مستخدمي التبغ في كلّ زيارة بأن التبغ يضرّ صحتهم وصحة من حولهم. وينبغي تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية على السؤال عن استخدام التبغ، وتسجيل ذلك في ملفات المرضى وتقديم مشورة موجزة لهم وتحويلهم لعيادات الإقلاع عن التدخين.
• التدخلات السلوكية من خلال الخدمات المتخصصة لعلاج الاعتماد على التبغ. ويشمل ذلك الدعم المنظّم من مختصّين مدرَّبين مثل المشورة الجماعية أو الفردية. ويُمكن تقديم ذلك في مواقع متنوعة وبأطقم مختلفة من العاملين في مجال الرعاية الصحية، بمن فيهم الأطباء والممرضات والقابلات وعلماء النفس والصيادلة. ويُمكن أيضاً أن تُصمَّم خصيصاً لمجموعات مختلفة من الناس، من خلال مجموعات للرجال فقط ومجموعات للنساء فقط أو مجموعات للحوامل أو الشباب. ويمكن دمجها مع التدخلات الدوائية للحصول على أفضل تأثير.
• العلاجات الطبية المتوفرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية وتحت إشراف طبيب مختصّ ولمدّة معينة للتخلص من عادة التدخين مثل: العلكة، واللصقات، والبخاخ.
وفيما يخصّ أكياس النيكوتين المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، أكدت د.كوثر العيد أن أكياس النيكوتين والتي يُروَّج لها مؤخراً على أنها تساعد على الإقلاع عن التدخين لا تعتبر من ضمن العلاجات للإقلاع عن التدخين، بل إن ضررها كبير باحتوائها على نسبة عالية من النيكوتين، ولا توجد دراسات تؤكد مأمونيتها على الصحة العامة، بل إن اهم أضرارها المؤكَّدة بالدراسات العلمية هو استمرار إدمان النيكوتين بالجسم والسرطان وأمراض الفم والأسنان وأمراض القلب والمخاطر على الحمل.
وقالت إن التدخّلات الدوائية ببدائل النيكوتين، والتي تصدر عنها مستويات منخفضة من النيكوتين إلى الجسم فقط من خلال لصاقات النيكوتين الجلدية، ومضغ العلكة، وبخاخات الأنف، وأجهزة الاستنشاق والتي تحتوي على معدلات مدروسة من النيكوتين بتركيزات منخفضة، تزيد من فرص إقلاع المدخّن عن التدخين بمقدار 1.5 مرّة إلى مرّتين.
ودعت د.كوثر العيد إلى الاتصال بالخط الساخن لعيادات الإقلاع عن التدخين بمراكز الرعاية الصحية الأولية على هاتف: 66399855 لتحديد موعد والاستفادة من خدمات الإقلاع عن التدخين المتوفّرة بمملكة البحرين للمواطنين والمقيمين.