سماهر سيف اليزل
جودة الحياة الأسرية تتحقق باتباع الأساليب الحديثة..
كشفت المكلف بالإشراف على أعمال مركز حماية الطفل فخرية السيد شبر عن وجود خطط تربوية تفصيلية تناسب المراحل العمرية المختلفة للأطفال، مشيرة إلى أن جودة الحياة الأسرية تتحقق باتباع أساليب التربية الحديثة.
وأوضحت فخرية شبر أن «مرحلة الطفولة تعد إحدى مراحل النمو التي يعيشها الإنسان وفترة البناء الحقيقي لشخصية الفرد وتأسيسه، فهي مرحلة النمو والتطور والاكتساب والتكوين ففيها يتم بناء الإنسان جسدياً وعقلياً وسلوكياً وتربوياً ومعرفياً ويكون الطفل فيها قادراً على الانخراط في المجتمع من حوله وتمثل الأسرة الركيزة الأساسية في هذا التأسيس فهي البيئة الأولى التي يعيش فيها الطفل ويتفاعل معها وتتكون شخصيته وتتحدد اتجاهاته وقيمه».
وبينت أن «مقياس جودة الحياة الأسرية يتحقق عندما تشبع الأسرة احتياجات الطفل وتحسن اتباع أساليب أبوية فعالة، مع زيادة مستوى الترابط والتكيف مع بعضهم كأفراد أسرة واحدة في جو أسري مفعم بالحب والاهتمام البالغ في صقل مهاراتهم والتعامل الصحيح مع مشكلاتهم لوصول أطفالهم الاستقرار النفسي والاجتماعي والسلوكي».
وقالت شبر إن «الأساليب الحديثة في المؤسسة التربوية التي يتلقى منها الطفل التربية الفعلية منذ ولادته تنشأ فاعليتها معه وتؤثر عليه تأثيراً بالغاً نفسياً وجسدياً وعقلياً واجتماعياً».
وأضافت: «تتمثل هذه الأساليب في القدرة على إدارة الأسرة واتباع خطط تربوية تناسب المراحل العمرية للأطفال والحاجات والمتغيرات في كل مرحلة وتوفير كافة سبل الدعم المناسب للأطفال والتشجيع والمساندة وتحلي الوالدين باستخدام أساليب تواصل ومهارات فعالة في الحوار والاستماع والنقاش والإنصات، تزويدهم بالقيم الأخلاقية وقدرتهم على بناء المهارات والصفات والسلوكيات والخصائص والمعايير بحسب شخصية كل طفل».
وأردفت أنه «جراء كل هذا تبرز هوية الطفل وتكوين شخصيته وتكيفه الاجتماعي، ما يسهم في حل المشكلات والتعامل مع المواقف المختلفة، مع إكسابه ثقة في نفسه تمكنه من تحمل الضغوط وتعينه على حل مشكلاته الشخصية والاجتماعية والتعامل معها بوعي وتشعره بالراحة والسعادة، وتساعده في القدرة على إدارة مشاعره وتهبه حب الآخرين واحترامهم له، وتزيد دافعيته للتعلم والشعور بالإنجاز وتقدير الذات».
وأشارت إلى أن «اتباع الوالدين لهذه الأساليب تنتج سلوكيات إيجابية فعالة بناءة تساهم في تطوير وتعديل وتقوية شخصية الطفل وتحملهم المسؤولية عن الأفعال الشخصية، وفهم النفس والغير وتكوين علاقات إيجابية مع الآخرين وتفادي حدوث الأزمات وخلق آليات للتعامل مع الأزمات عند حدوثها، لذا يجب على الأهل والمربين الانتباه والأخذ بعين الاعتبار التركيز على أهم الطرق وأساليب التربية الفعالة وينبغي عليهم التشجيع والدعم والتحفيز المستمر والتعزيز الدائم للاستمرار والتقدم، كما يتعلم ويكتسب الطفل من خلال المواقف الاجتماعية لذلك من المهم أن يكون النموذج والقدوة الحسنة فالطفل يكتسب ويقلد مَن حوله من الأهل أو المعلمين».
وفيما يتعلق بأساليب المعاملة الوالدية وعلاقتها بالتوافق الاجتماعي، أكدت شبر أن «للأسرة دور كبير في التنشئة الاجتماعية التي تساهم في تشكيل سلوك الأبناء وشخصياتهم من خلال إشباع الحاجات الأساسية النفسية والاجتماعية والفسيولوجية والتي تهدف إلى تحقيق التوازن والتوافق الشخصي والفكري والاجتماعي والنفسي ليكون الطفل قادراً على الوصول للتوافق الاجتماعي السوي والفعال في البيئة الاجتماعية من خلال تحمل المسؤولية والالتزام بالقيم الاجتماعية والمعايير السائدة في المجتمع».
وبينت أن «للأساليب الوالدية دور كبير ومؤثر في حياة الطفل والتي من شأنها أن تحقق التوافق لدى الأبناء وهي الإطار المعرفي الشامل للوالدين حول مراحل الطفولة وخصائص النمو والمتغيرات والحاجات في كل مرحلة عمرية ودورهم مسؤولياتهم وخططهم التربوية، كما تزود الوالدين بالمهارات في التعامل مع سلوكيات ومشاكل أبنائهم يساهم بشكل إيجابي وفعال على الوصول للثبات الانفعالي والتكيف مع المحيط الاجتماعي من خلال التحكم في الذات وإدارة الغضب والتوازن الانفعالي».
وشددت على أن «أسلوب الدعم والتشجيع المحفز والدافع يساهم في بناء علاقة ثقة متوازنه ينعكس إيجابياً على تقدير الأبناء لأنفسهم ولاكتساب سلوكيات إيجابية راسخة لديهم».
وأوضحت شبر ضرورة «توفير بيئة ديمقراطية يعامل ويشعر فيها الطفل كفرد له قيمة يؤخذ برأيه ويتم مناقشته والتحاور معه تحقق لهم تكيفاً اجتماعياً سليماً مع الآخرين وتبني لديهم مفاهيم ومعارف وأفكار عقلانية تجنبهم الوقوع في الخطأ».
وقالت إن «أسلوب التربية بالحب من خلال الشعور والكلمة واللمسة والنظرة وهو من أساليب التربية المثلى في الإشباع العاطفي وصولاً لتحقيق الأمن النفسي، مع تقديم
القدوة الحسنة كأحد الأساليب التربوية الذي يلعب فيها الوالدان دوراً أساساً في إكساب الأبناء للسلوكيات الحسنة وتكوين شخصياتهم».