تصف معظم الحكايات زوجة الأب بأنها شيطانة قادرة على تحويل حياة أولاد زوجها إلى جحيم وتدمير مستقبلهم، لكن على أرض الواقع يوجد العديد من النماذج الرائعة لزوجات أب قمن بتربية أبناء الزوج على أفضل وجه، وفي بعض الأحيان يشيد الأبناء بزوجة الأب أكثر من الأم الأصلية خاصة إذا كانت متوفاة، أو اضطرتها الظروف للسفر.
من تلك الحكايات التي سمعتها قصة إحدى الفنانات والتي تحدثت فيها أن زوجة أبوها اعتنت بها وقامت بتربيتها على أحسن وجه بعد وفاة والدتها وعمرها سنتان. وتحكي سيدة أخرى أسمها سناء عن حماتها وكيف أنها سيدة فاضلة قامت بتربية زوجها، وتقول سناء لم أعرف أنها زوجة أب زوجي إلا بالصدفة وهي نعم الأم والحماة. لكن من المؤسف أن الدراما شوهت صورة زوجة الأب وصورتها في أغلبية الأحيان وهي تنتقم من الأبناء حتى تستطيع السيطرة بالكامل على البيت والزوج وتتخلص من وجود أبنائه، وساهمت هذه الصورة الذهنية النمطية السائدة في تدمير علاقة الأبناء بزوجة الأب وتقبلها بشكل عدائي، وقد تمر سنوات حتى تستقر العلاقة بين الأطراف الثلاثة الأب وزوجة الأب والأبناء.
وهذا لا يمنع من وجود نماذج شديدة السلبية لزوجة الأب التي تعذب الأبناء، خاصة الأطفال، وفي بعض الأحيان يموت الطفل من شدة التعذيب أو يهرب إلى الشارع ويصبح فريسة للعصابات وهدفاً سهلاً للاستغلال من قبل كل من يبحث عن طفل بلا حماية أو مأوى.
وبعض زوجات الأب يقمن باستغلال أبناء زوجها في تنظيف المنزل وخدمة أولادها، وإذا توفي الأب قبل بلوغهم السن القانونية تحاول أن تحرمهم من إرثهم الشرعي، هذا إذا لم تتسلط على زوجها حباً أو كراهية حتى يكتب أملاكه لها ولأولادها بحجة أن أولادها صغار ويحتاجون إلى رعاية مادية أكثر من أبنائها الكبار.
وما بين هذين النقيضين يكون الأب هو الفيصل في تلك المعادلة الصعبة، فعليه أن يحسن الاختيار ويتأكد أن زوجته الجديدة زوجة صالحة وطيبة ليس له فحسب، بل لأبنائه أيضاً، وأن يختبر ولاءها لهم ورعايتهم قبل أن يتزوج، أما إذا كان غير متأكد من مشاعرها تجاههم فعليه أن يضمن وجود منزل بديل يضمهم ويحصلون فيه على رعاية اجتماعية واقتصادية وإنسانية لائقة إذا كانت أمهم متزوجة أو غير قادرة على استضافتهم. ودون شك فإن زوجة أب تتقي الله وتراعيه في كل أفعالها ستكون حريصة على رعاية أولاد زوجها علماً أن تقبل الأولاد لزوجة أبيهم يكون صعباً في البداية ويحتاج إلى صبر ونفس طويل. ولا تستطيع زوجة الأب أن تتعدى على أولاد زوجها إذا كان حريصاً على أولاده ويحبهم ويهتم بمشاكلهم، فعلاقة الأب بأبنائه ستنعكس دون شك على علاقة الزوجة بهم.
وفي الجانب الآخر من العلاقة لا يمكن إغفال أهمية اهتمام الأولاد بزوجة أبيهم خاصة بعد وفاته، يقول رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه"؛ رواه مسلم. وقد نرى في بعض الحالات أن زوجة الأب تكون بدون أولاد أو عائل بعد وفاة الأب وهذا يتطلب من أبنائه أن يعتنوا بها ويعتبرونها في مقام أمهم فالإحسان إليها واجب وتأدية حقوقها وإعطائها ميراثها أيضاً واجب.
إن زوجة الأب أو الزوجة الثانية هو أمر واقعي سمحت به الشريعة الإسلامية، لكن من الضروري أن يعمل الوالدان المطلقان على تأهيل أولادهم لتقبل الزوجة الجديدة أو زوج الأم أيضاً وذلك من خلال الحديث الطيّب عنهم وإشعارهم أنهم عائلتهم الجديدة، لتصل العائلتان إلى اندماج اجتماعي مناسب للأطفال ولحالتهم النفسية وتستقر العلاقة الأسرية وتستمر الحياة على أحسن وجه.
{{ article.visit_count }}
من تلك الحكايات التي سمعتها قصة إحدى الفنانات والتي تحدثت فيها أن زوجة أبوها اعتنت بها وقامت بتربيتها على أحسن وجه بعد وفاة والدتها وعمرها سنتان. وتحكي سيدة أخرى أسمها سناء عن حماتها وكيف أنها سيدة فاضلة قامت بتربية زوجها، وتقول سناء لم أعرف أنها زوجة أب زوجي إلا بالصدفة وهي نعم الأم والحماة. لكن من المؤسف أن الدراما شوهت صورة زوجة الأب وصورتها في أغلبية الأحيان وهي تنتقم من الأبناء حتى تستطيع السيطرة بالكامل على البيت والزوج وتتخلص من وجود أبنائه، وساهمت هذه الصورة الذهنية النمطية السائدة في تدمير علاقة الأبناء بزوجة الأب وتقبلها بشكل عدائي، وقد تمر سنوات حتى تستقر العلاقة بين الأطراف الثلاثة الأب وزوجة الأب والأبناء.
وهذا لا يمنع من وجود نماذج شديدة السلبية لزوجة الأب التي تعذب الأبناء، خاصة الأطفال، وفي بعض الأحيان يموت الطفل من شدة التعذيب أو يهرب إلى الشارع ويصبح فريسة للعصابات وهدفاً سهلاً للاستغلال من قبل كل من يبحث عن طفل بلا حماية أو مأوى.
وبعض زوجات الأب يقمن باستغلال أبناء زوجها في تنظيف المنزل وخدمة أولادها، وإذا توفي الأب قبل بلوغهم السن القانونية تحاول أن تحرمهم من إرثهم الشرعي، هذا إذا لم تتسلط على زوجها حباً أو كراهية حتى يكتب أملاكه لها ولأولادها بحجة أن أولادها صغار ويحتاجون إلى رعاية مادية أكثر من أبنائها الكبار.
وما بين هذين النقيضين يكون الأب هو الفيصل في تلك المعادلة الصعبة، فعليه أن يحسن الاختيار ويتأكد أن زوجته الجديدة زوجة صالحة وطيبة ليس له فحسب، بل لأبنائه أيضاً، وأن يختبر ولاءها لهم ورعايتهم قبل أن يتزوج، أما إذا كان غير متأكد من مشاعرها تجاههم فعليه أن يضمن وجود منزل بديل يضمهم ويحصلون فيه على رعاية اجتماعية واقتصادية وإنسانية لائقة إذا كانت أمهم متزوجة أو غير قادرة على استضافتهم. ودون شك فإن زوجة أب تتقي الله وتراعيه في كل أفعالها ستكون حريصة على رعاية أولاد زوجها علماً أن تقبل الأولاد لزوجة أبيهم يكون صعباً في البداية ويحتاج إلى صبر ونفس طويل. ولا تستطيع زوجة الأب أن تتعدى على أولاد زوجها إذا كان حريصاً على أولاده ويحبهم ويهتم بمشاكلهم، فعلاقة الأب بأبنائه ستنعكس دون شك على علاقة الزوجة بهم.
وفي الجانب الآخر من العلاقة لا يمكن إغفال أهمية اهتمام الأولاد بزوجة أبيهم خاصة بعد وفاته، يقول رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه"؛ رواه مسلم. وقد نرى في بعض الحالات أن زوجة الأب تكون بدون أولاد أو عائل بعد وفاة الأب وهذا يتطلب من أبنائه أن يعتنوا بها ويعتبرونها في مقام أمهم فالإحسان إليها واجب وتأدية حقوقها وإعطائها ميراثها أيضاً واجب.
إن زوجة الأب أو الزوجة الثانية هو أمر واقعي سمحت به الشريعة الإسلامية، لكن من الضروري أن يعمل الوالدان المطلقان على تأهيل أولادهم لتقبل الزوجة الجديدة أو زوج الأم أيضاً وذلك من خلال الحديث الطيّب عنهم وإشعارهم أنهم عائلتهم الجديدة، لتصل العائلتان إلى اندماج اجتماعي مناسب للأطفال ولحالتهم النفسية وتستقر العلاقة الأسرية وتستمر الحياة على أحسن وجه.