رائد البصري
في السابق كان كثير من الناس لا يحبون أن يذهبوا للتسوق في المجمعات والأسواق التجارية المغلقة لأنها مكتظة بكاميرات أمنية تجعل من الخصوصية الشخصية أمراً غير وارد، لذلك يتجنب الكثير من العوام تلك الأماكن إلا عند الضرورة الملحة لقضاء حوائجهم.
واللافت أنه في وقتنا الحاضر بات الفضاء الإعلامي يقدم لنا لوحة متباينة من المحتويات، منها الراقي ومنها ما يدور في فلك الهبوط والانحطاط الأخلاقي. وفي قلب هذا الزخم الإعلامي، وفي قلب هذا المشهد يبرز نوع من المحتويات التي تحكمها الخصوصية العائلية مثل نشر وعرض لحظات خاصة بين أفرد العائلة، أو التصوير والبث أثناء الأكل، والتنزه، ووضع «ميكب التجميل»، وإجراء الحوارات بينهم عبر غرف النوم، والتي غالباً ما تُقدَّم في قالب يفتقر للذوق العام، وبعيداً عن الدين والمروءة والحياء.
ومن الواضح أننا نسير في مسار تتساقط فيه القيم الأصيلة تحت وطأة رغبات الشهرة والانتشار الواسع لصنع معجبين ومتابعين جدد. فلا عجب من امتلاء قنوات التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات تقتحم خصوصيات العلاقة المقدسة بين العوائل، ما يجعلها متاحة للعيان. وكما لكل محتوى هابط أيادٍ هابطة مغرضة فإن هذه الظاهرة تجد لنفسها جمهوراً يتلقفها متناسياً أن مثل هذا المحتوى يؤسس لثقافة الإسفاف وفقدان الهيبة والاحترام من خلال هتك الخصوصية العائلية.
إن الانسلاخ التام عن جوهر القيم والأخلاق يصوّر التفاهة باعتبارها رمزاً للحداثة والتحضر وهو أمر مُستغرَب حقاً، فتصوير اللحظات بين العوائل والأفراد يجب أن يظل في إطار الاحترام المبني على الحياء والتقاليد الأُسرية. نعم قد يكون التفاعل الاجتماعي أمراً مرغوباً ومن ثقافة الرقيّ الاجتماعي والحضاري، ولكن ليس على حساب الخصوصية والستر مثل ما هو عليه اليوم. وهناك قول للرسول الأكرم أن «لكل دين خلق وأن خلق الإسلام الحياء».
نسأل الله السلامة والهداية والمحافظة على الخصوصية التي يجب أن تتسم بها حياة كل إنسان بعيداً عن أعين الفضوليين والمتسلين.
في السابق كان كثير من الناس لا يحبون أن يذهبوا للتسوق في المجمعات والأسواق التجارية المغلقة لأنها مكتظة بكاميرات أمنية تجعل من الخصوصية الشخصية أمراً غير وارد، لذلك يتجنب الكثير من العوام تلك الأماكن إلا عند الضرورة الملحة لقضاء حوائجهم.
واللافت أنه في وقتنا الحاضر بات الفضاء الإعلامي يقدم لنا لوحة متباينة من المحتويات، منها الراقي ومنها ما يدور في فلك الهبوط والانحطاط الأخلاقي. وفي قلب هذا الزخم الإعلامي، وفي قلب هذا المشهد يبرز نوع من المحتويات التي تحكمها الخصوصية العائلية مثل نشر وعرض لحظات خاصة بين أفرد العائلة، أو التصوير والبث أثناء الأكل، والتنزه، ووضع «ميكب التجميل»، وإجراء الحوارات بينهم عبر غرف النوم، والتي غالباً ما تُقدَّم في قالب يفتقر للذوق العام، وبعيداً عن الدين والمروءة والحياء.
ومن الواضح أننا نسير في مسار تتساقط فيه القيم الأصيلة تحت وطأة رغبات الشهرة والانتشار الواسع لصنع معجبين ومتابعين جدد. فلا عجب من امتلاء قنوات التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات تقتحم خصوصيات العلاقة المقدسة بين العوائل، ما يجعلها متاحة للعيان. وكما لكل محتوى هابط أيادٍ هابطة مغرضة فإن هذه الظاهرة تجد لنفسها جمهوراً يتلقفها متناسياً أن مثل هذا المحتوى يؤسس لثقافة الإسفاف وفقدان الهيبة والاحترام من خلال هتك الخصوصية العائلية.
إن الانسلاخ التام عن جوهر القيم والأخلاق يصوّر التفاهة باعتبارها رمزاً للحداثة والتحضر وهو أمر مُستغرَب حقاً، فتصوير اللحظات بين العوائل والأفراد يجب أن يظل في إطار الاحترام المبني على الحياء والتقاليد الأُسرية. نعم قد يكون التفاعل الاجتماعي أمراً مرغوباً ومن ثقافة الرقيّ الاجتماعي والحضاري، ولكن ليس على حساب الخصوصية والستر مثل ما هو عليه اليوم. وهناك قول للرسول الأكرم أن «لكل دين خلق وأن خلق الإسلام الحياء».
نسأل الله السلامة والهداية والمحافظة على الخصوصية التي يجب أن تتسم بها حياة كل إنسان بعيداً عن أعين الفضوليين والمتسلين.