"القاتل الصامت" يودي بحياة 10 ملايين شخص سنوياً..
أكدت المنسق العام لحملة شهر مايو لقياس الضغط في مملكة البحرين الأستاذ المشارك في الطب الباطني في الكلية الملكية للجراحين بأيرلندا البروفيسور دلال الرميحي، أن ارتفاع ضغط الدم، الذي يشار إليه غالباً باسم "القاتل الصامت"، يودي بحياة أكثر من 10 ملايين شخص على مستوى العالم كل عام، مما يجعله السبب الرئيس لأمراض القلب والأوعية الدموية، قبل أن تكشف أن ضغط الدم منضبط لدى 41% فقط من الأفراد المتعايشين مع ارتفاع ضغط الدم في البحرين.
وأضافت الرميحي وهي استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفى العوالي ورئيس اللجنة العلمية في جمعية السكري البحرينية، أن "في عالمنا العصري مليء بالحياة السريعة والضغوطات الاجتماعية والعملية فغالباً ما تزدحم قائمة الأولويات التي يهتم بها الأفراد، وبالتالي فمن السهل التغاضي عن أهمية مراقبة ضغط الدم".
وتابعت: "بينما نتعمق في أهمية الحفاظ على ضغط الدم أقل من الحد الموصى به وهو 130/80، فمن الضروري تسليط الضوء على حملة شهر القياس لشهر مايو. وقد تم إطلاق هذه المبادرة في عام 2017 ومنذ ذلك الحين شاركت فيها أكثر من 100 دولة وتم فحص أكثر من 5 ملايين شخص لارتفاع ضغط الدم".
وانضمت مملكة البحرين إلى الحملة في عام 2023 في مبادرة تعاونية بين جمعية السكري البحرينية واللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية بالتعاون مع وزارة الصحة ومراكز الرعاية الصحية الأولية.
وتؤكد الحملة على ضرورة إجراء فحوصات منتظمة لضغط الدم واتخاذ خطوات استباقية للحفاظ على مستويات صحية. ومن خلال مراقبة ضغط الدم لدينا، فإننا نتخذ خطوة حيوية نحو حماية صحتنا بشكل عام.
وأشارت الرميحي إلى أنه "نلاحظ في العيادات أن هناك أحياناً إحجاماً لدى العديد من المرضى عن البدء في تناول أدوية ضغط الدم. ومن الضروري أن يفهم الأفراد أن تأخير بدء العلاج يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على صحتهم. وفي حال الشك في مدى دقة قياس الضغط في المستشفى أو العيادة فيمكن مراقبة ضغط الدم في المنزل باستخدام الأجهزة المنزلية والتي يمكنها بطريقة مريحة ودقيقة تتبع مستويات ضغط الدم، وبالتالي التغلب على تحديات التشكيك في تشخيص ارتفاع ضغط الدم".
وأردفت: "كشفت حملتنا الأخيرة التي قمنا بها في البحرين العام الماضي أن ضغط الدم منضبط لدى 41% فقط من الأفراد المتعايشين مع ارتفاع ضغط الدم وبالتالي هناك مساحة للتطوير والتحسين لرفع هذه النسبة لتحقيق الفوائد الأكبر من التحكم الجيد بارتفاع ضغط الدم. ولمعالجة هذه المشكلة، لابد من تحسين الالتزام بالدواء".
وأكدت الرميحي أن "ذلك ينبع ذلك من زيادة ثقة الأفراد بالفوائد الصحية لتناول الدواء، وكذلك معالجة أي مخاوف من الأدوية مع الطبيب المعالج".
ووفقاً للرميحي: "أظهرت الدراسات أن اختيار الحبوب المركبة من دواءين فأكثر لضبط الضغط هي أكثر كفاءة وأسهل للتناول باستمرار. والتعوّد على روتين يومي لتناول الدواء، مثل ربطه بوقت محدد مثل الصلاة أو وقت تناول الطعام، يمكن أن يجعله جزءاً سلساً من يومك. علاوة على ذلك، فإن اتباع نمط حياة صحي يلعب دوراً محورياً في التحكم في ضغط الدم. مثل اتباع نظام غذائي منخفض الملح، وممارسة النشاط البدني بانتظام مثل المشي لمدة 30 دقيقة يومياً، والتعامل الصحيح مع التوتر، والإقلاع عن التدخين، كلها مكونات أساسية للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية".
وخلصت إلى القول: "وبينما نسعى جاهدين من أجل حياة أكثر صحة، دعونا نلتزم بإعطاء الأولوية لصحتنا من خلال مراقبة ضغط الدم لدينا، والالتزام بأنظمة العلاج، وتبنّي نمط حياة صحي. معاً، يمكننا العمل من أجل مستقبل يتم فيه تقليل أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل كبير، مما يمهّد الطريق لمجتمع أكثر صحة".