إدارة الإرشاد الأسري - وزارة التنمية الاجتماعية
لتحقيق السلام في الأسرة لابد من من تحقيقه على المستوى الشخصي أولاً بالتعامل السليم مع الذات والتصالح مع النفس لكي يبني الأسس الصحيحة للعلاقات الاجتماعية السليمة داخل الأسرة بما يضمن الاستقرار الأسري والترابط العائلي، ويمكن تدعيم سُبل السلام من الأساس بدءاً من الاختيار الصحيح للزوج والزوجة من خُلق وسيرة محمودة، والتفاهم المتبادل بينهم، وتحقيق العدل والتعامل بالإحسان، وأهم ركيزة للسلام هي الثقة بين الزوجين وجعلها متبادلة ودائمة والابتعاد عن المسببات التي من شأنها أن تخلق النفور بينهم.
ومن الأساليب التي تعزز السلام الأسري ما يلي:
- الحوار الهادف الهادئ الذي يستخلص نتائج إيجابية بعيداً عن المشاحنات والتراشق والتراكمات النفسية وعدم البوح بها مما يخلق فجوة عاطفية بين الأزواج.
- مراعاة الأزواج لبعضهم من تفهم مشاعر واحتواء عاطفي ومساندة وتقدير.
- احترام كل من الزوج والزوجة لبعضهم البعض وفرض هذه القيمة في المنزل وعدم التقليل من شأن بعضيهما خصوصاً أمام الأبناء لفرض كينونة الصورة الوالدية التي من شأنها ترسيخ العلاقات الاجتماعية المتينة داخل الأسرة.
- التعاطف الروحي من أهم ركائز السلام داخل الأسرة كتفهم المشاعر والابتعاد عن المشاحنات النفسية والابتعاد عن القسوة والعنف اللفظي والجسدي.
- توزيع الأدوار التربوية بين الوالدين وتفعيلها بشكل إيجابي كقيام الأم بدورها الكامل من عناية وتربية ومشاركة الأب لها بالمساندة العاطفية وقيام الأب بتحمل الأعباء المادية الأساسية واللازمة وحماية الأسرة تحت ظل الرحمة والقوانين الشرعية والاجتماعية.
فالوالدان هما أساس نشأة السلام من خلال التعامل السليم واحترام الحياة الإنسانية التي تغرس في الأبناء المعاني الروحية مما يكسبهما أساليب تنعكس على التعاطي الجميل المتبادل داخل الأسرة بما يضمن وجود الأمان النفسي الذي يبث الطمأنينة والراحة بينهم بما ينعكس أثرها على العلاقات الاجتماعية بينهم وعلى المجتمع.
وفي النهاية، الأسرة هي المسكن الروحي قبل أن تكون المسكن الشكلي والمادي الذي يسوده السكينة والتسامح والذي بدوره يحقق السلام الاجتماعي والفردي على كافة المستويات، ويجعل الأسرة مستقرة من جميع النواحي وذات أسس قوية قادرة على مواجهة أي صعوبات بفضل التكاتف والتساند الداخلي المبني على أساس السلام الداخلي.