محمد إسحاق
كيف ستتصرف إذا حلت بك مصيبة أو حصلت لك مشكلة فجأة دون مقدمات؟ وكيف ستتعامل مع ذلك؟
يختلف الناس في طريقة الاستجابة للمصائب والمشكلات التي تواجههم، وما سيقلل أثر الصدمة أو المشكلة أو يجعلها تتحول من حدث صغير إلى مصيبة هو طريقة استجابة الشخص لها.
والحياة مليئة بالعقبات والمشكلات ولا تصفو لأي أحد، وبغض النظر عن مكانتك أو منزلتك بالمجتمع فإن العقبات والمشكلات ستجد طريقها إليك. وسواء جزعت أو سخطت أو اعتزلت الناس حزيناً مكسور الخاطر أو رضيت فإن ذلك لن يغير من حقيقة أن الأمر قد حل بك وطريقة تعاملك مع الحدث هو ما سيصنع الفارق.
أذكر رجلاً صاحب مشروع وكان عنده محاسب، وبسبب خلاف على طريقة تسجيل بعض البيانات المالية وتقصير من المحاسب والذي كان يمكن إصلاحه في أقل من يوم قام صاحب العمل بالصراخ والتأنيب الشديد لهذا المحاسب وارتفعت الأصوات وعلا النقاش وبسبب ذلك أصيب الرجل بجلطة قلبية ولم يصل إلى المستشفى ومات إثر ذلك رحمه الله.
صحيح أن الأعمار بيد الله ولكن في نفس الوقت أُمرنا بالأخذ بالأسباب، ومن ذلك حل المشكلات بالعقل والهدوء، ولو أن المحاسب أخطأ وأصر على الخطأ فهناك خيار الخصم من الراتب أو الفصل من العمل أو مناقشته لإصلاح الخطأ وغير ذلك من الحلول الممكنة وتُحل المشكلة حينها.
أختم باقتباس جميل حول ذلك ذكره الأستاذ أسامة الجامع في كتابه الرائع -الحياة مشاعر- قال فيه: «قد تشعر في لحظة أن الدنيا قد أظلمت وأنك يائس، وأن الحياة لا شيء، وأنك بلا قيمة، وأن العدم إحدى أمانيك. لا أحد يتخيل ألمـك العظيم، وظاهرك لا يُعبر عنه، ومع ذلك سينقلب كل شيء.
سيأتي وقت تختلف فيه الأمور، لحظتك اليائسة ليست الحقيقة كاملة، بل جزء منها، فهناك أمل قريب لم تره بعد. عندما تشعر أنه أصابتك الضغوط في (مهمة عمل، دراسة، تحديات، مطالب) وشعرت بالاختناق، احذر أن تتجه إلى أسهل الحلول (الانسحاب) قد ترتاح لكنك ستشعر بالأسى على نفسك، تريث وقدم ما لديك، لا تشترط مستواك نفسه؛ لكن قدم ولو بنسبة أقل ما اعتدت عليه من قبل، لكن أبداً لا تنسحب.
إن اللحظات الصعبة التي نمر بها أحياناً تُنسينا ما نملكه من أيام جميلة في حياتنا، فنظن أن حياتنا كلها كتلة من المعاناة، والحقيقة أنها ليست كذلك، نحن نعاني (الآن)، ولكن هذا لا يعني أن حياتك كلها معاناة، الألم هو ما يجبرنا أن نفكر بهذه الطريقة المجحفة تجاه أنفسنا».