إيمان عبدالعزيز
نعيش أنفح اللحظات إيماناً في هذه الأيام الفضيلة من شهر ذي الحجة المبارك، مشنفين الآذان على صديح التكبيرات والتهليلات أي كان بثها في المذياع أو في حسابات «السوشال ميديا»، بجمال حسن المناظر البديعة في الحرم المكي الشريف المحاط بآلاف الحجيج من كل فج عميق متوافدين لأداء فريضة الحج، تلك الطاعة الربانية العظيمة التي يعود مؤديها، مغفور الذنوب كما ولدته أمه نقياً من المعاصي والخطايا.
جميع المسلمين، يسعدون باقتراب شهر ذي الحجة، لما له من فضائل عديدة يتسنى للعباد تكثيف الطاعات تقرباً لله عز وجل لنيل مرضاته، فهي من خيرة الأيام العشر الأوائل تلك التي كرمها جل جلاله من بين الأيام والشهور في كتابه العزيز (وليالٍ عشر)، حيث تتعدد الطاعات وأداء العبادات في هذا الشهر في جميع أقطار العالم الإسلامي، فيتسابق فيها من يستطيع إليه سبيلاً من المسلمين لشد الرحال متوجهين لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج، ومن يتعذر عليه أداء هذه الفريضة العظيمة يهم بالقيام في طاعات أخرى تتمثل في إنجاز الأعمال الخيرية والتطوعية المتشعبة بين ذبح الأضاحي، وإطعام المساكين، وصيام العشر الأوائل إلى يوم عرفة، والإكثار من الدعوات والتكبير والتهليل، وكسوة العيد.
ولكسوة العيد نصيب من الأهمية بين سائر الأعمال الخيرية في نفوس الفقراء ولا سيما الصغار من أبنائهم التي لطالما ينتظرون اقتناء ملابس زاهية للعيد بفارغ الصبر، عبر ما تقدمه الجمعيات والمؤسسات المختصة في مشاريعها الخيرية للمحتاجين، لكي تكتمل فرحتهم بالعيد تباهياً بها أمام سائر الأطفال، أثناء الخروج لمعايدة المنازل وسط الحي.
وليكن لباس العيد هو عنوان الفرحة، وأيضاً المقدمة التي يتطلع إليها كل طفل ينتمي إلى أسرة متعففة أو يتيم لا يجد من يعيله حاملاً هم وصولها قبل حلول يوم العيد، لينطلق بعد ارتدائها إلى أجواء اللهو والاستمتاع بأجواء العيد.
إن كسوة العيد، مبادرة إنسانية نبيلة تثقل موازين الحسنات عبر ما يتم تقديمه من ملابس جديدة للكبار والصغار، ومن أسباب دفع الابتلاءات ومحو السيئات وكسب رضا البارئ جل وعلا، وتلك هي الغاية الأسمى.
تحية شكر لكل المؤسسات والجمعيات الخيرية، لما تبذله من جهود ومساعٍ إنسانية تعكس قيم التضامن الاجتماعي في سبيل إسعاد الآخرين.