سماهر سيف اليزلقالت أخصائية طب العائلة د. صفاء موسى عمران إن حالات السمنة المترافقة مع صعوبة التخلص من الوزن قد تكون من العلامات السريرية الأولى التي توحي بوجود مقاومة الأنسولين لدى المريض، وسبباً شائعاً لزيارة المرضى لعيادة الغدد الصماء أو عيادة السكري أو طبيب العائلة، ما يتطلب إجراء الفحوصات السريرية والتحاليل المختبرية لتشخيصها.وأوضحت الأخصائية د. صفاء عمران أن «مقاومة الأنسولين هي حالة مرضية تنتج من انخفاض استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين، المسؤول عن تنظيم مستويات الجلوكوز والطاقة في الجسم، ما يؤدي إلى تحفيز خلايا بيتا في البنكرياس على إنتاج كميات متزايدة من الأنسولين من أجل التغلب على مقاومة الخلايا له».وأضافت أن «هذا الخلل سيؤدي إلى ضعف استخدام الجلوكوز والدهون، ودخول المرضى في مرحلة ما قبل السكري والذي يتطور إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وبتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، واضطراب الكوليسترول».ووفقاً للدكتور صفاء عمران فإن «العوامل المسببة لمقاومة الأنسولين عديدة منها السمنة وقلة النشاط البدني والنظام الغذائي غير الصحي، إضافة إلى التوتر المزمن واضطرابات النوم والشيخوخة ووجود تاريخ عائلي في الإصابة بمرض السكري وبعض الأمراض مثل مرض الكبد الدهني ومتلازمة كوشينغ وخمول الغدة الدرقية وسكر الحمل وتكيّس المبايض وغيرها».وعن العلامات السريرية للإصابة بمقاومة الأنسولين، قالت الأخصائية د.صفاء عمران إنها «تشمل ارتفاع قياس مؤشر كتلة الجسم أو ارتفاع قياس محيط الخصر ونسبة الخصر إلى الطول، وقد توجد بعض المظاهر الجلدية التي توحي بوجود مقاومة الأنسولين والتي من المحتمل أن تكون مرتبطة بعامل النمو الزائد الشبيه بالأنسولين من النوع 1، كوجود بقع جلدية داكنة أو زوائد جلدية صغيرة وناعمة، وعادة ما تكون في الرقبة أو الإبط أو الفخذ، كما أنه يكون مصاحباً إلى قراءة مضطربة في تحاليل الدم مثل ارتفاع معامل HOMR-IR والسكر التراكمي وغيره».ويتمحور علاج هذه الحالة، بحسب الطبيبة الأخصائية، عبر «التخلص من السمنة واتخاذ نمط حياة صحي، إضافة إلى علاج الأمراض المصاحبة لها واستخدام الأدوية التي تقلّل من تأثير مقاومة الأنسولين في الجسم».وخلصت د. صفاء عمران إلى تأكيد «ضرورة التشخيص المبكر لمقاومة الأنسولين واستخدام طرق علاجية ووقائية لتجنب تطوره إلى حالات مرضية خطيرة».