إيمان عبدالعزيز
يواجه كل فرد منا في حياته مختلف من الظروف والمواقف، قد يكون الحظ فيها حليفاً له وقد يكون عكس ذلك، فيلجأ بعدها إلى رسم العديد من التبريرات والتفسيرات في ذهنه لتلك المواقف التي تعرض لها، فإن غرس اليقين في قلبه بأنها مقدرة من الله عز وجل سكنت الطمأنينة وراحة البال في نفسه.
ولكن بطبيعة النفس البشرية قد تقود المرء إلى صياغة بعض الأفكار الخاطئة، في سبيل التجرد من أخطائنا وتحمل مسؤولياتها وأسبابها وعواقبها واعتماد الفكرة التي تهدئ النفس بتعليقها على شماعة الأقدار ومشيآته إما أن يكون بتعمد أو من دون قصد، وذلك للإفلات من اللوم والعتاب عند ارتكاب أي خطأ أو تقصير، وخصوصاً من ينغمس في شخصية الضحية كالذي (يكذب الكذبة ويصدقها)، مدعماً موقفه بـ(الله كاتب إن هذا الشي يصير) أو (قدر الله وما شاء فعل) وغيرها.
وفي الحياة أمثلة ومواقف عديدة، فعندما يهمل الطالب مذاكرة دروسه وأداء واجباته، لتتراكم نتائج الرسوب في كل سنة دراسية حتى يتم فصله من المدرسة، فيبرر بعد ذلك أنها مشيئة الله وهذا ما قدر له، بدلاً من أن يدفع نفسه على القابلية للدراسة وبذل المجهود الكافي لينال درجات النجاح كسائر أقرانه.
وحين تتسع بؤرة الفساد في بيئة العمل ما يؤدي ذلك إلى الإخلال بمستوى جودة العمل إلى أدنى المستويات، ويتم استدعاء مدير القسم إلى المساءلة القانونية ومحاسبته على إهماله وعدم اكتراثه النظام والدقة في سير الدوام اليومي ومحاسبة موظفيه على الحرص في أداء عملهم، فيتساءل في نفسه لماذا ساقني القدر إلى هذا القسم لأتولى إدارته؟؟
وفي غياب الوعي التربوي بين الصداقات، حين يقوم الفرد بزجر من حوله على كل سبب مقللاً احترامه للغير ويكثر في إثارة المشاكل بينه وبين رفاقه نابذاً كل النبذ مبدئ الأخذ والعطاء والتفاهم حتى ينهي علاقاته بالخصام، ويحسب الآخرين أنهم المخطئون فيندب حظه في علاقاته الاجتماعية.
كثيرة هي الأحداث والمواقف في هذا العالم التي يتخلى أصحابها عن تحمل المسؤولية وتعليق الأخطاء والتقصير على شماعة القدر، لإراحة ضمائرهم النائمة بـ «هذا قدري ونصيبي»، بدلاً من تفعيل الوعي الذاتي والإقرار بالخطأ وتفادي تكراره، والأخذ بالأسباب حيال كل موقف والمحاولة سعياً قي تسديد الخطى في مكانها الصحيح.