بسمة عبدالله
الفراغ في الإجازة الصيفية قد يسبب الملل إذا لم يملأ هذا الفراغ بالأشياء والأعمال المفيدة سوف يتم استغلاله من قبل الأطفال واليافعين بشكل خاطئ وسلبي يجلب المتاعب لهم ولذويهم.
ينشأ الملل من توقف الأطفال واليافعين عن إيجاد عمل أو نشاط يمكن أن يكون له معنًى في نفوسهم خصوصاً بعد توقفهم عن الأنشطة المدرسية من ناحيه وإذا كان المنزل عبارة عن شقة صغيرة ليس فيها سوى القليل من الإمكانات والفرص المتناسبة مع نمو الطفل الذهني والحسي والحركي من ناحية أخرى، فالأطفال لا يعبرون عن ذلك بصراحة ومباشرة حين يقول أبناؤنا أنّهم يشعرون بالملل فهذا يعني أنّه لا يوجد شيء ليكتشفوه أو يتناغم ويتناسب مع ميولهم وشغفهم، أمام هذا التحدي لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي سواء من ناحية الأسرة أو المجتمع فكل يقوم بدوره بما يتاح له من الإمكانات المتوفرة.
يجب أن نبدع في تصميم أنشطة مفيدة وجذابة تحفز كل القوى الحسية والإدراكية وحتى العاطفية عند الأطفال والناشئة، لا يخلو عالمنا من مثل هذه الأنشطة، ولكن علينا أن نحسن الاختيار بعضها مفيد مثل السفر خارج البلاد والتعرف على ثقافات جديدة لمن تسمح له الظروف بذلك، أو التواجد في الطبيعة الغنّاء ففيها الكثير من المجهولات التي تستثير حس الاستكشاف الفطري لديهم وبعضها خطر ومضر للغاية مثل الألعاب الإلكترونية على اختلافها لذلك يجب تفعيل دور الراقبة والإشراف من قبل الآباء عند السماح لهم بممارستها.
في الوقت نفسه، علينا أن نبدأ العمل على ترسيخ المعارف التي تشكل أركان فهم الغاية من هذه الحياة فكلما استطعنا أن نسهل على أبنائنا إدراك هذه الغاية بصورة أسرع، سهلنا عليهم الخروج من الملل، إذا عرف الإنسان الغاية من وجوده منذ نعومة أظافره وفي مقتبل عمره وآمن بها، سيتحول هذا الكون بكل ما فيه بالنسبة له إلى فرصة، ليس للاستكشاف فحسب، بل للاستخدام والاستفادة له وللآخرين من حوله.
واختم حديثي بمقوله عمر بن الخطاب رضي الله عنه «إذا كان العمل مجهدة، فالفراغ مفسدة».