عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري
التعامل مع الأبناء العنيدين يشكل تحدياً كبيراً للآباء والأمهات، ففي الظاهر يبدو لنا أن العناد سمة سلبية لكن فهم الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك يمكن أن يساعد الوالدين للتعامل معه بشكل أكثر فعالية وإيجابية.
عندما يمر أحد أبنائك بنوبة غضب وعناد يمكنك أن تواجه المشكلة بسؤال توجهه لنفسك «ما الذي يدور في رأس ابني الآن؟»، ومن خلال الإجابات الممكنة لهذا السؤال تستطيع احتواء الموقف والتعامل معه بكل تميز واقتدار.
قد يرغب الابن بالاستقلالية فعندما يعاند يشعر بأنه بحاجة لاتخاذ القرار بنفسه حتى لو كانت رغبته ضدكم وهذه وسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار. كلما واجه الأبناء صعوبة في التعبير عن مشاعرهم استخدموا العناد كوسيلة لجذب انتباه الوالدين. أبنائنا بحاجة دائمة للشعور بأنهم محط اهتمام ورعاية فإذا لم يحصلوا على هذا الاهتمام بطرق إيجابية لجؤوا إلى السلوك العنيد.
نحن كوالدين، لا يمكن أن نقلّل من ذكاء الأبناء في مرحلة النمو فهم يختبرون حدودهم وحدود الآخرين، فالعناد يمكن أن يكون جزءاً من هذه العملية الطبيعية حيث يجربون تأثير أفعالهم وسلوكهم على من حولهم. التعامل مع العناد يتطلب منا صبراً وهدوءاً فالصراخ والغضب لن يؤدي إلى نتائج إيجابية مع ضرورة الحرص على منح الأبناء فرصة للتعبير عن مشاعرهم بالاستماع الفعال الذي يعزز الثقة بين الوالدين والأبناء يساعدنا على فهم الدوافع من تصرفاتهم.
كذلك التشجيع الدائم للسلوك الإيجابي، يساعد على تعزيز السلوكيات المرغوبة ويقلّل تكرار السلوك العنيد مع ضرورة وضع حدود واضحة تطبق باستمرار لمساعدة الأبناء على معرفة ما هو مطلوب منهم ليلتزموا بالقواعد التي يضعها الوالدين القدوة ليسير أبنائهم على خطاهم في التعامل مع معطيات الحياة.
همسة أُسٌّ
بدلاً من إصدار الأوامر حاول تقديم خيارات لابنك. على سبيل المثال بدلاً من أن تقول «اذهب لغرفتك الآن» يمكنك أن تقول «هل تريد أن تذهب لغرفتك الآن أو بعد خمس دقائق؟». من خلال تعاملك الإيجابي مع المواقف تساهم في تنمية شخصية ابنك بشكل صحي ومتوازن.