إيمان عبدالعزيز
«وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون». خير امتثال يريح النفس البشرية عند الانتباه إلى كلام أصدق القائلين المولى جل وعلا وتدبر معاني الآيات وتفسيراتها وتطبيقها على الواقع المعيشي في حياتنا، وخصوصاً عند تعثر الوصول إلى الغايات وتحقيق المطالب التي تتطلع إليها النفوس.
فلا يخلو أحد من رسم الأمنيات في ذهنه جاهداً في صياغة الأفكار والتخطيط لتنفيذها، فجميعنا ننسج تطلعاتنا بخيوط الإرادة والأمل ونترقب ميعاد تحقيقها لتتجلى واقعاً نعيشه يوماً ما وتزدهر بوجوده الحياة.
بطبيعة الإنسان لا يوجد حد كاف لرغباته ودائماً يتمنى لو أن يسير مجرى أمنياته المتعاقبة بانسيابية من دون عراقيل، كأن ينهي حياته الدراسية بعد التخرج في المدرسة والجامعة ليتقلد المنصب الوظيفي الذي بذل جل جهوده منذ سنوات طوال ليناله، ومن ثم الزواج من فتاة الأحلام فالإنجاب لتأسيس الأسرة السعيدة، وإلى غيرها من الأمنيات، لو أنها لم تتحقق لصاحبها جميعها أو بعض منها، قد يقع في دائرة الحسرة والتسخط، ما يؤدي إلى هلاكه نفسياً واختلال إيمانه بالله واشتعال لواهب الحسد والكراهية والنزعة العدوانية تجاه الآخرين وتمني زوال النعم عنهم.
فعند مراجعة النفس وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة مع حسن الظن بالله وصدق التوكل عليه، ينكشف للمرء بعد انقضاء مدة من الزمن أن الأمنيات التي لم تتحقق له، ما هي إلا دروب شائكة مليئة بالمصائب والويلات وتكمن فيها الشرور والضرر ما لم يكن في الحسبان، ليسجد لله شاكراً على أنه منعها عنه ولم يستجب له تلك الدعوات والأمنيات التي تضمر في باطنها المكاره.
لأن الله سبحانه وتعالى يعرف ما هو الخير لسائر خلقه فعندما يأخذ من عبده أو يمنع عنه شيئاً من اليقين أنه سوف يعوضه أفضل منه.
عمق الإيمان بالله مع خالص الرضا والقناعة يؤكد بأن كل ما يأتي منه عز وجل هو خير، مع التحلي بالصبر لنيل الأجر والبركة والتوفيق في الحياة.