محمد إسحاق
لا شك بأن هنالك العديد من الطرق التي يمكننا مساعدة الطلبة على اختيار التخصص الجامعي أولاها التوجيه السليم من البيت وتتبع مواطن القوة والبروز عند الأبناء منذ الصغر.
فلو كان الابن مهتماً ببرامج الحاسوب وبالبرمجة وتعلمها وقد خطا خطوات عملية في سبيل تعلم شيء من ذلك فقد يكون توجهه المستقبلي في تخصصات البرمجة والحاسوب، ودورنا كآباء مساعدة الأبناء على فهم أنفسهم وإتاحة المجال لهم للتجربة والاستكشاف قدر المستطاع في المجالات التي يستمتعون بها ويمتلكون شيئاً من البروز الواضح فيها.
ومن الأمور المساعدة على ذلك التواصل مع المتخصصين في الإرشاد المهني، وطلب استشارة متخصصة، بحيث يحضر الابن مع الوالدين للاستماع إلى توجيهات المستشار المتخصص وفهم توجهاتهم ونقاط القوة لديهم وتوجيهه للمسار المناسب له، ولو أمكن عمل اختبار تحديد الميول المهنية أيضاً فهو أمر جيد.
ومن تلكم الوسائل المعينة أيضاً توفير المصادر والكتب المتخصصة لهم وقراءتها أيضاً؛ حتى نكون قادرين على مساعدتهم وفهم احتياجاتهم بالشكل الصحيح، ومن تلكم الكتب: عشرة أمور تمنيت لو عرفتها قبل دخولي الجامعة للدكتور ياسر بكار، وكتاب ثاني لفة يمين للكاتب أمجد الجنباز، وكتاب الخلطة الجامعية للكاتب عبداللطيف القرين، وكتاب إدارة الأولويات لمتعددي المواهب والقدرات للكاتبة باربرا شير، وأخيراً كتاب كيف تحدد تخصصك؟ للدكتور رائد الريمي، ويوجد غيرها من الكتب المتاحة.
وأخيراً هو أن نشجعهم على المشاركة في الأنشطة والمسابقات والبرامج التدريبية المتاحة قدر المستطاع سواء في المدرسة أو خارجها لتجربة أكبر قدر ممكن من المهارات والأنشطة، فذلك من أكبر المعينات على فهم ذواتهم واستكشاف مكامن القوة لديهم، وإلا فكيف سيتعرف الإنسان على مواطن قوته وماذا يحب وما الذي يصلح له إذا لم يجرب مختلف الأنشطة ويعيش التجربة بنفسه!!
أختم بمقولة ملهمة عن اكتشاف مواطن القوة لدى الأبناء ذكرها الدكتور علي الشبيلي قال فيها: «اكتشف الإنسان المجرات، والقارات، والعلاجات. واكتشف إنسان إنساناً آخر. ثمة شخصيات رائعة، ومبدعة تنتظر فقط من يكتشفها، ويدفع بها للحياة. ابحث عنهم في داخل بيتك، وفصلك الدراسي، وقاعتك الجامعية. كن أحد المكتشفين لهؤلاء؛ فهم استمرار طويل لأجرك».