رائد البصري
الشخصية الانطوائية وتسمى المنطوية والمعتزلة، ومن أمثلتها طالب جامعي متفوق جداً في دراسته منغلق على نفسه، ليس له أي علاقات اجتماعية، حتى أيام الإجازات لا يخالط أهله إلا نادراً، ويقضي أغلب أوقات فراغه بين الدراسة والشبكة العنكبوتية. والدوائر الحكومية ممتلئة بالموظفين والمراجعين، وتعج بالحركة والعمل والعلاقات بين زملاء العمل، بينما هذا نوع من الموظفين يأتي إلى العمل، ويخرج منه دون أن يشعر بوجوده أحد.
من أبرز صفات الشخصية الانطوائية:
- تفضيل العزلة والانفراد على الاختلاط والاجتماع، ويفضل الاستمتاع الفردي على الاستمتاع المشترك حتى وقت الراحة والإجازة.
- برود المشاعر وانحسار عواطف المحبة والشفقة والعطف حتى مع الأهل والأولاد، ولكن ليس بسبب قسوة القلب وغلظة الضمير.
- برود الانفعالات النفسية كالفرح والسرور والغضب والعداء، واللامبالاة بالمواقف التي تثير المشاعر.
- ضعف التأثير بالانتقادات وبالتوبيخ والتشجيع والمدح، وعدم القدرة على التعبير. وذلك لعدم توافرها في قرار نفسه، وضعف التواصل اللفظي، والميل إلى الإشارات باليدين والرأس.
- ضعف المبادأة والالتقائية والتحرك الذاتي والتفاعل الاجتماعي في القيام بالمسؤوليات.
- الإغراق في أحلام اليقظة، والاسترسال فيها بدرجة كبيرة جداً، حتى بعد مرحلة المراهقة وعدم تحديد الأهداف المستقبلية.
كيف تُعَالَج الشخصية الانطوائية؟
- محاولة حثها على الانخراط في دوائر الاجتماعية.
- عدم الإلحاح في دفعها للاختلاط إلا باقتناعها، لأن ذلك قد يسبب عقداً نفسية لمن يتصف بها، ومحاولة مساعدتها بروية لاكتساب مهارات تخرجها من عالمها الخاص.
- اختيار الوظائف والأعمال والوسائل التي تلائمها؛ لاستثمار جهودها، ومحاولة استدراجها وإقناعها بحكمة ومرونة نحو الاختلاط التدرجي والإيجابي الاجتماعي.
- على الأبوين والمربين الحذر من هذه الصفة عند تربية أبنائهم أو طلابهم منذ الطفولة، حتى لا يحتاج إلى معالجتها كما يقول المثل الدارج لدينا الوقاية خير من العلاج.
مجالات نجاحها:
مستوى الذكاء والقدرات العقلية يختلف ويتفاوت، فمن هؤلاء أذكياء بارعون مبدعون، ولا سيما في المجالات الفكرية والبحثية، وعادة ما يختارون أعمالاً وهوايات.
منفردة، فمثلاً يبدع في برمجيات الحاسب الآلي والإلكترونيات وغيرها، ومنهم من يتصف بذكاء متوسط وعادي.