ولاء الجمعان
إن العيش في عصر السرعة والتكنولوجيا جعل الإنسان يفقد شعور المتعة، أو ربما الموازنة بين حياته العملية والشخصية، فالإنسان عجول بطبعه كما في قوله تعالى: «وكان الإنسان عجولاً»، «الإسراء: 11»، وعلى الإنسان التريث في أمور الدنيا، والتوقف قليلاً لإعطاء فرصة لنفسه لترتيب أولوياته من الأهم إلى المهم، وألا ينسى نفسه في هذه الدوامة اللامتناهية.
اجلس قليلاً، ستجد في هذا المقال ما يعطيك المفاتيح إلى بوابة التوازن والعيش بسلام وهدوء وسط ازدحام الطرق، وجداول المواعيد، وتزاحم الأولويات في صندوق صغير اسمه 24 ساعة قد لا تستطيع حمله، هنا سوف تبتعد عن الإجهاد والإرهاق، وستقلع الطائرة بعد قليل.
تحديد الأولويات
لعل من أهم المفاتيح للدخول إلى تلك البوابة هو تحديد الأولويات؛ لتحقيق التوازن الفعّال، ويتمثل ذلك في تنظيم جدول وتقسيمه عدة أقسام، قسم خاص لكل من: العمل، والمنزل، والأولاد، ولك، على أن تضع تقدير الوقت للمهام المطلوب إنجازها، ولا تنس أن تقسم الأوقات على نحو متساوٍ، وأن تجعله مرناً بحيث تستطيع إضافة الوقت الزائد إلى باقي أقسام يومك.
تعلم قول «لا»
عليك أن تتعلم قول لا لبعض ما يسمى بـلصوص الوقت أو «Time thieves»، فمنهم من ليس لديه مانع لتجاوز حدود غيره، وكأنما وقت الناس كله خُلِقَ ليكون في جعبته، فتعلُّمِ كلمة لا ستوفر عليك الكثير من الوقت الذي لربما تحتاجه في قضائه مع نفسك أو مع عائلتك. لصوص الوقت ليسوا فقط من الناس، وقد يتشكل هذا المصطلح بالكسل، أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى في التسويف والمماطلة، فجميع هؤلاء يسرقون منك الوقت.
العناية بصحتك النفسية والجسدية
لنفسك عليك حق؛ فالعناية بصحتك النفسية والجسدية، ستتجلى في دوام عافيتك، وتحملك للضغوط التي تمر بها، فتخصيص وقت للرياضة أو المشي في ردهة المنزل سيعود عليك بالنفع كثيراً، وكذلك تخصيص وقت لهوايتك المفضلة، أو قضاء وقت ممتع مع أفراد أسرتك، فالحياة قصيرة، ولا جدوى من عيشها بسرعة وعدم الإحساس بها وتقدير لحظاتها الجميلة.
وفي نهاية هذا المقال، وجدنا مفاتيح الموازنة بين الحياة العملية والحياة الشخصية لنحصد السعادة وراحة البال في حياتنا اليومية، فلن يلقي الضغط بعد الآن بغيومه السوداء فوق رؤوسنا، وسنستعين بالله دائماً مهما عصفت الرياح بأبوابنا المتواضعة. اعتن بنفسك دائماً وأحطها بالذي يقدّرك ويجد قيمتك.