محمد إسحاق
هذا ليس مقالاً طبياً، ولن أطرح فيه أي أدوية أو دراسات، إنما هو حديث من القلب إلى القلب حول أسباب الصداع المنتشرة، ولعلك تعاني وتتناول المهدئات، ولكن بلا فائدة.
فأقول لك، إن من أسباب الصداع هو الضجر ووجود الإنسان في دراسة، أو تخصص، أو مجال وظيفي أو مكان عمل غير مناسب.
فيجد الإنسان نفسه مجبراً على الاستمرار وهو كاره لذلك وعاجز عن التغيير.
لا أقول لكل الناس اتركوا وظائفكم وانسحبوا من جامعاتكم وتخصصاتكم، ولكن لكل شيء حد لا يستطيع الإنسان الصبر أكثر منه.
وعندما يكون الإنسان في وظيفة لا يستمتع بها، ولا بما تقدمه له من مميزات، فإما أن ينتقل لقسم آخر أو وظيفة مختلفة في نفس الشركة أو أن يبحث عن مكان آخر لينتقل إليه بشرط ألا يترك عمله إلا وقد ضمِن لنفسه مكاناً آخر وإلا فقد يكون الضرر من هذه الخطوة أضعاف المنفعة المرجوة.
وعندما يجد الطالب نفسه مجبراً على دراسة تخصص ما وهو يكره هذا التخصص ويرى غيره من التخصصات التي تتيح له التميز والاستمتاع فيها، فلماذا التأخر في طلب المشورة المتخصصة والسعي في التغيير إذا لم تنجح جميع المحاولات بالاستمرار في ذلك التخصص؟؟
وعندما أكون في بيئة عمل سلبية ولم أستطع التغيير أو التأثير فيها وجميع المؤشرات لا تُبشّر بالخير فلماذا لا أجتهد في البحث عن البديل لهذا المكان؟؟
مشكلتنا إذا صرنا في واقع سلبي أننا نستمر في التذمر والتشكي ولا نتحرك لإيجاد الحل لهذا الواقع، وكأننا ننتظر أن يتغير الحال وتزول المنغصات من تلقاء نفسها بدون حركة ولا سعي ولا حتى استشارة لأهل الخبرة والاختصاص!!
فإذا كنت تعاني من الصداع المستمر، ولم تنفع معك المهدئات ولا حتى استشارة الطبيب، فلعل الخلل يكون من حولك، ومن الضروري أن تُفتش عن مصدر هذا الضجر والصداع في حياتك.
تأمل قبل أن يأتيك هذا الصداع ماذا تغير في حياتك؟
هل تغير مديرك بالعمل وصرت تشعر بالتهميش وتتعرض للتضييق؟
هل تراكمت عليك الديون بعد شرائك بالتقسيط وصار الراتب لا يكفي؟
هل توظفت في مكان لا يلبي طموحاتك وأنت تمارس عملاً لا تحبه ولا تستمتع فيه؟
تأمل وابحث فلعلك تكتشف السبب وتسعى للحل الأنسب لك وتتخلص من هذا الصداع المزمن.