40٪ معدل انتشار سرطان الثدي لدى الإناث..
قالت استشارية الجينات والوراثة عضو جمعية أصدقاء الصحة د.مريم فدا، إن السرطان مرض جيني، ومن الممكن أن يكون وراثياً بنسبة 10%، مشيرة إلى أن نسبة انتشار سرطان الثدي لدى الإناث تصل إلى 40%، قبل أن تقدّم نصيحة مفادها أن الفحوصات الجينية ضرورة بعد سن الـ40 ولأصحاب التاريخ العائلي بمرض السرطان.
وأضافت د.مريم فدا: «بدأنا شهر أكتوبر، شهر التوعية بسرطان الثدي، الشهر الذي نكثّف فيه التوعية بأحد أكثر السرطانات انتشاراً لدى الإناث، والتي تُقدّر نسبته بـ40% من إجمالي عدد السرطانات المختلفة».
وأردفت: «نسعى في هذا الشهر لتذكير الإناث بالقيام بالفحص الذاتي للثدي والفحوصات المتعارف عليها الماموجرام ابتداءً من سن الأربعين أو قبل ذلك إذا كان هناك تاريخ عائلي بالمرض، كما ننصح هذه الفئة بالقيام بالفحوصات الجينية».وأوضحت د.مريم فدا، أن السرطان مرض جيني ويكون وراثياً بنسبة 10% تقريباً أي يُورَث من الأمّ أو الأب.
وبيّنت د.مريم فدا أن الفحص الجيني يتمّ بأخذ عينة دم من المريضة لمعرفة نوع الطفرة الجينية المسببة للسرطان والتي تؤدي إلى انقسام الخلايا وتكون الورم، مشيرة إلى أن اكتشاف الورم في بداية تكونه وعلاج المرض مبكّراً يساهم في ارتفاع نسبة الشفاء، لذلك ننصح دائماً الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالسرطان القيام بالفحص الجيني خصوصاً إذا كانوا المصابين أقارب من الدرجة الأولى.
وأكدت أن هناك عدّة جينات مسؤولة عن انقسام الخلايا وتكوّن الورم إذا كانت بها طفرات تزيد نسبة الإصابة بالمرض، من ضمن هذه الجينات BRCA1،BRCA2،PALB2 وغيرها. بالنسبة للإناث، إذا تبيّن من الفحص الجيني أن المريضة حامل لطفرة في أحد هذه الجينات، فإن هذه الطفرات تزيد نسبة الإصابة بسرطان الثدي والمبايض وكذلك البنكرياس والقولون، أما بالنسبة للذكور فهذه الطفرات الجينية تزيد نسبة الإصابة بسرطان الثدي 1% وكذلك سرطان البروستاتا والبنكرياس والقولون، لذا ننصح الذكور كذلك بالقيام بالفحص الجيني إذا ما تبين وجود أقارب من الدرجة الأولى شُخِّصُوا بالسرطان.
وتابعت أن نسبة وراثة الطفرة السرطانية تصل إلى 50% وذلك لأن هناك نسختين من كل جين «من الأمّ والأب»، عادة مريض السرطان لديه جين سليم والآخر به الطفرة فإما يورِث الجين السليم لأبنائه أو الجين الذي يحمل الطفرة السرطانية، لذلك يُطلب من أقارب المريض وخصوصاً الأبناء والأشقاء القيام بالفحص الجيني لمعرفة إن كانوا قد ورثوا ذات الطفرة، وإن تمّت وراثتها نقوم بمتابعة المريض أو المريضة عن كثب لاستئصال الورم في بدايته لتصل نسبة الشفاء إلى 100%.
ولتجنّب إنجاب طفل يحمل هذه الطفرة السرطانية، نصحت د.مريم فدا بتحليل جينات الأجنة قبل الغرس بعد عملية أطفال الأنابيب، حيث يتمّ إعطاء الأم الأدوية المحفزة للمبايض، بعد سحب البويضات يتمّ تلقيحها بالحيوانات المنوية للزوج، وعند تكون الأجنة يتمّ أخذ خزعة من الأجنة وتحليلها لمعرفة أي من هذه الأجنة سليمة ليتم بعدها زراعتها في الأمّ لتنجب بإذن الله طفلاً لا يحمل هذه الطفرة السرطانية.
وأشارت إلى أن مستقبلات سرطان الثدي تلعب دوراً مهماً في علاج المرضى الذين تمّ تشخيصهم بهذا المرض، وأحد أسباب أخذ خزعة من الورم هو لمعرفة نوع المستقبلات الموجودة على الخلايا ليتم تحديد العلاج الموجه، وهناك ثلاثة مستقبلات يتمّ فحص وجودها من عدمه وهي:مستقبل الإستروجين (ER)مستقبل البروجسترون (PR)ومستقبل عامل نمو البشرة البشري الثاني (HER2)ووفقاً للدكتورة مريم فدا إذا كانت الخلايا إيجابية لمستقبل الإستروجين «أي تمّ رصد هذا المستقبل على خلايا الورم التي تم فحصها من الخزعة» فهذا يعني أن هرمون الإستروجين يساهم في انقسام الخلايا السرطانية، لذا سيتمّ إعطاء المريضة العلاج الهرموني كدواء التاموكسيفين الذي يمنع هرمون الإستروجين من تحفيز الخلايا وبالتالي يتم القضاء عليها.
أما إذا كانت الخلايا إيجابية لمستقبل HER2 فيتم إعطاء المريضة العلاج البيولوجي كدواء تراستوزوماب للقضاء على الخلايا والذي يتمّ إعطاؤه من خلال الوريد.
قد تكون جميع المستقبلات إيجابية أي رُصِدَت على خلايا الثدي السرطانية، وبالتالي بإمكان طبيب الأورام تحديد الخطة العلاجية والتي تتضمّن العلاج الهرموني والبيولوجي.
وفي حال كانت الخلايا سلبية لهذه المستقبلات الثلاثة، وهذا ما يسمّى بالسرطان السلبي الثلاثي (Triple-negative)، فالخطة العلاجية تتضمّن العلاج الكيميائي للقضاء على الخلايا السرطانية لعدم القدرة على استخدام العلاج الموجه والعلاج الهرموني أو البيولوجي في ظل عدم وجود هذه المستقبلات.
ووفقا للدكتورة مريم فدا يتمّ تحديد الخطة العلاجية على عدة عوامل من ضمنها مرحلة المرض، الطفرة الجينية المسببة للسرطان، ومستقبلات سرطان الثدي، وتقرير الأنسجة/الخزعة، والمرحلة العمرية للمريضة.