عائشة حمد أحمد البوعينين - مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أُسري
مع تزايد الضغوط الاجتماعية على الأفراد أصبح التركيز على المظاهر الخارجيّة سواء من خلال الملابس أو المقتنيات دون تعزيز الفهم العميق للقيم الاجتماعية والشخصية. تنشئة الأبناء على النمط السطحي للتفكير يُمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على المستوى الشخصي والاجتماعي.
كلما علّمنا أبناءنا أن قيمتهم الشخصية ترتبط بالمظهر أو بما يملكون من مقتنيات أشعرناهم بأنهم ملزمون بمطابقة هذه المعايير ليكونوا مقبولين ومحبوبين في المجتمع، فالتركيز على المظاهر يحجب لديهم أهمية القيم الجوهرية، مثل النزاهة، والصدق، والتعاطف مع الآخرين. الأبناء الذين لا يُعلّمون تقدير هذه القيم قد يجدون صعوبة في بناء علاقات صحية ومستدامة مع الآخرين؛ وبذلك يعانون تدني تقدير الذات، فتتراكم لديهم مشاعر القلق والغيرة والإحباط.
تشجيع الأبناء على الاهتمام بالمظاهر الخارجية قد يعزّز لديهم النزعة الاستهلاكية والمادية؛ مما يؤدي إلى سلوكيات مفرطة في الإنفاق وتقدير زائد للماديات على حساب المعاني العميقة، كلما زاد تركيز الأبناء على المظاهر ازدادت لديهم مظاهر السعي للتفوق على الآخرين حتى لو كان من خلال سلوكيات غير صحية مثل التنمر أو التسلق والإضرار بمصالح الآخرين.
تقديم الوالدين نموذجاً حيّاً لأبنائهم كونهم القدوة الأولى لهم، يؤثر بشكل كبير على فهم الأبناء للقيم والمظاهر، فكلما ركزنا على الجوهر والصفات الشخصية استطعنا تعليم أبنائنا تقدير ما هو حقيقي ومهمّ بالحياة.
.
*همسة أُسٌّ
التواصل المفتوح والمستمر مع الأبناء واجب على الوالدين، فمن خلاله يساعدون أبناءهم المعنى الحقيقي لكل ما يدور حولهم.