يحل اليوم العالمي للعمل الإنساني الموافق 19 أغسطس هذا العام في ظروف إنسانية غير مسبوقة، في ظل مواجهة جائحة كورونا (كوفيد19) الذي وصل إلى الغالبية العظمى من دول العالم.
وقد خصصت الأمم المتحدة هذا اليوم سنوياً للاحتفاء والاعتراف بمجهودات العاملين في المجال الإنساني، سواء الأحياء منهم أو الذين فقدوا حياتهم وهم يؤدون رسالتهم الإنسانية، كما حدث للممثل الخاص للأمين العام في العراق «جيرمو فييرا» وزملائه الأحد والعشرين الذين قتلوا بتاريخ 19 أغسطس 2003، في تفجير إرهابي أستهدف مبنى الأمم المتحدة في بغداد، حيث قررت الأمم المتحدة تخصيص هذا اليوم بعد هذا الحدث المؤسف.
وعادة ما يخاطر العاملون في العمل الإنساني، سواء من المجتمعات المحلية أو منظمات المجتمع المدني أو المنظمات غير الحكومية، لمواجهة الصعاب في أماكن تعاني من غياب الأمن ويعملون في قيود مفروضة من الحكومات المحلية، وصعوبات جمة تتعلق بصعوبة أداء رسالتهم تصل إلى حد التهديد والقتل المروع!
وتشير أرقام ضحايا العمل الإنساني إلى الحاجة الكبيرة إلى إرساء قواعد الحماية لهذا الجيش الأبيض الذي يهدف إلى إنقاذ الضحايا ومد يد العون لهم، فقد وقع عام 2019 وحده 277 هجوماً استهدف 483 عاملاً من عمال الإغاثة، مما أسفر عن مقتل 125 قتيلاً و234 جريحاً إلى جانب 124 مختطفاً، كما أنّ منظمة الصحة العالمية قد أبلغت عن أكثر من 1000 هجمة على العاملين في الرعاية الصحية، مما أدى إلى وفاة 199 شخصاً، وإصابة 628 آخر بجراح حسب موقع www.un.org.
رغم هذه التحديات الخطرة والخسائر التي يواجها العمل الإنساني في صفوف العاملين فيه على مستوى العالم، فقد ساهمت جهودهم في احتواء جائحة كورونا (كوفيد19)، وخفض معدلات المرض والوفيات إلى أقل عدد، إلى جانب بذل جهود كبيرة في حماية اللاجئين والمشردين والنازحين، الذين يزيد عددهم على 71 مليون لاجئ في العالم.
كما لا يفوتنا الإشادة الكبيرة للفريق الإنساني الكبير في مملكة البحرين، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حيث كانت لإدارة سموه لملف جائحة كورونا (كوفيد19) مثالاً يحتذى به في الأزمات الإنسانية.
وقد أشادت منظمة الصحة العالمية بهذا النجاح الباهر الذي حققه فريق البحرين على كافة الأصعدة، وخاصة على مستوى الجاهزية غير المسبوقة والإجراءات الفعالة التي قام بها كادر الأطباء والممرضين والفرق الأخرى معرضين أنفسهم للخطر، سواء في فحص القادمين من الدول الموبوءة أو في مراكز الإيواء أو العزل والعلاج.
لقد أثبت العمل الانساني أنه ليس كما كان يظن سابقاً بأنه عمل هامشي أو ثانوي للمجتمع المحلي والدولي، فقد أثبتت جائحة كورونا أن العمل الإنساني هو الأساس لاستقرار ونمو وازدهار كل القطاعات الأخرى، سواء كان اقتصادياً أو سياسياً أو رياضياً أو حتى أسرياً.
كما أنه أصبح من المهم جداً الاستثمار في القطاع الإنساني بمجالاته الرحبة والكبيرة، وأصبح مطلباً تمليه علينا الدروس المستفادة من جائحة (كوفيد19)، سواء كان في مجال تشجيع التطوع، أو تقديم المساعدات الملموسة، أو الاستشارات الطبية والنفسية أو غيرها من المجالات، حتى ننعم بمردوده على المجتمع بأسره وقت الحاجة بأقل الخسائر.
*متخصص في الشؤون الخيرية والإنسانية
{{ article.visit_count }}
وقد خصصت الأمم المتحدة هذا اليوم سنوياً للاحتفاء والاعتراف بمجهودات العاملين في المجال الإنساني، سواء الأحياء منهم أو الذين فقدوا حياتهم وهم يؤدون رسالتهم الإنسانية، كما حدث للممثل الخاص للأمين العام في العراق «جيرمو فييرا» وزملائه الأحد والعشرين الذين قتلوا بتاريخ 19 أغسطس 2003، في تفجير إرهابي أستهدف مبنى الأمم المتحدة في بغداد، حيث قررت الأمم المتحدة تخصيص هذا اليوم بعد هذا الحدث المؤسف.
وعادة ما يخاطر العاملون في العمل الإنساني، سواء من المجتمعات المحلية أو منظمات المجتمع المدني أو المنظمات غير الحكومية، لمواجهة الصعاب في أماكن تعاني من غياب الأمن ويعملون في قيود مفروضة من الحكومات المحلية، وصعوبات جمة تتعلق بصعوبة أداء رسالتهم تصل إلى حد التهديد والقتل المروع!
وتشير أرقام ضحايا العمل الإنساني إلى الحاجة الكبيرة إلى إرساء قواعد الحماية لهذا الجيش الأبيض الذي يهدف إلى إنقاذ الضحايا ومد يد العون لهم، فقد وقع عام 2019 وحده 277 هجوماً استهدف 483 عاملاً من عمال الإغاثة، مما أسفر عن مقتل 125 قتيلاً و234 جريحاً إلى جانب 124 مختطفاً، كما أنّ منظمة الصحة العالمية قد أبلغت عن أكثر من 1000 هجمة على العاملين في الرعاية الصحية، مما أدى إلى وفاة 199 شخصاً، وإصابة 628 آخر بجراح حسب موقع www.un.org.
رغم هذه التحديات الخطرة والخسائر التي يواجها العمل الإنساني في صفوف العاملين فيه على مستوى العالم، فقد ساهمت جهودهم في احتواء جائحة كورونا (كوفيد19)، وخفض معدلات المرض والوفيات إلى أقل عدد، إلى جانب بذل جهود كبيرة في حماية اللاجئين والمشردين والنازحين، الذين يزيد عددهم على 71 مليون لاجئ في العالم.
كما لا يفوتنا الإشادة الكبيرة للفريق الإنساني الكبير في مملكة البحرين، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حيث كانت لإدارة سموه لملف جائحة كورونا (كوفيد19) مثالاً يحتذى به في الأزمات الإنسانية.
وقد أشادت منظمة الصحة العالمية بهذا النجاح الباهر الذي حققه فريق البحرين على كافة الأصعدة، وخاصة على مستوى الجاهزية غير المسبوقة والإجراءات الفعالة التي قام بها كادر الأطباء والممرضين والفرق الأخرى معرضين أنفسهم للخطر، سواء في فحص القادمين من الدول الموبوءة أو في مراكز الإيواء أو العزل والعلاج.
لقد أثبت العمل الانساني أنه ليس كما كان يظن سابقاً بأنه عمل هامشي أو ثانوي للمجتمع المحلي والدولي، فقد أثبتت جائحة كورونا أن العمل الإنساني هو الأساس لاستقرار ونمو وازدهار كل القطاعات الأخرى، سواء كان اقتصادياً أو سياسياً أو رياضياً أو حتى أسرياً.
كما أنه أصبح من المهم جداً الاستثمار في القطاع الإنساني بمجالاته الرحبة والكبيرة، وأصبح مطلباً تمليه علينا الدروس المستفادة من جائحة (كوفيد19)، سواء كان في مجال تشجيع التطوع، أو تقديم المساعدات الملموسة، أو الاستشارات الطبية والنفسية أو غيرها من المجالات، حتى ننعم بمردوده على المجتمع بأسره وقت الحاجة بأقل الخسائر.
*متخصص في الشؤون الخيرية والإنسانية