د. لمياء عبد المجيد الكوهجي
كثير من الجرأة والصبر والتفكير خارج الصندوق... هذا ما احتاجته سهى محمد سعيد لتتحول لتوجّه جديد بعيداً عن تخصصها الإداري، فقد اختارت أن تتخصص في تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة على السباحة، وذلك بعد حضورها عدداً من الدورات النظرية والعملية في هذا التخصص في بريطانيا.
ما هدفك من التركيز على مجال تعليم السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة؟
هدفي هو توفير فرصة آمنة للأطفال للاستمتاع بالسباحة في ظروف ملائمة لما لها من فوائد نفسية وصحية وذهنية، يحقّ لهؤلاء أن يستفيدوا منها ولكن أيضاً يحتاجون في الوقت ذاته لرعاية مختصين مدرّبين على رعايتهم.
أنتِ تقولين "تعليم" السباحة وليس "تدريب" على السباحة، فهل هناك فرق؟
نعم، التعليم يكون لمن لا يجيدها مطلقاً، ويبدأ من التأهيل لدخول الماء وإزالة الرهبة والتكييف حتى يصل للمبادئ البسيطة، أما التدريب على السباحة فهي لمن تعدّى مرحلة التعليم ويدخل في تعلّم المهارات وأساليب السباحة على مستوى أعلى.
ما التدريب الذي حصلتِ عليه في هذا المجال وأين؟
بدأت في 2017 بحضور دورات مساعد معلّم سباحة في بريطانيا، وقد أبهرني البرنامج من حيث الجودة والتمكن والحرفية العالية في طرق إيصال المعلومات والمهارات، وهذا حفزني للبحث في برامج منظمة السباحة عن مزيد من التدريب، فلفت نظري برنامجين اثنين، أحدهما هو التعليم المائي للأطفال الصغار، والتعليم المائي لذوي الاحتياجات الخاصة، وأدركتُ بأن هذا شيء سيخدم شريحة مهمة في مملكة البحرين ويغطي نقصاً في مهارات تعلّم السباحة. كان مطلوباً مني أن أتمّ أولاً دخول دورة تدريبية للحصول شهادة معلّم سباحة قبل أن يسمحوا لي بالانضمام لأي من البرنامجين الآخرين. ففعلت ودخلت برنامجين للتهيئة معلمي سباحة مع منظمتين مختلفتين مختصتين بتهيئة معلمي السباحة: Swim English في 2018، و Swimming Teachers’ Association في 2019، ثم واصلت في المؤسسة الثانية التدرب على الشهادتين الأخريين (تعليم الأطفال وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة)، وتشمل أيضاً أصحاب الصعوبات الذهنية والبصرية والسمعية.
ما هي الدورات والبرامج التي أتممتيها في التدريب على السباحة؟
بعض الدورات حضرتها عملياً في بريطانيا وكان بعضها أجزاء نظرية. أتممت على برنامج ASAالمستوى الثاني لتعليم السباحة، دورة مدرسة تعليم السباحة، برنامج جمعية معلمي السباحة المستوى الثاني في التدريب المائي لأصحاب الاحتياجات الخاصة، دورة متقدمة في تقييم المخاطر، برنامج ILSP لمعايير التقييم، برنامج جمعية معلمي السباحة المستوى الثاني في جائزة السلامة للمدربين، ودورة جمعية معلمي السباحة المستوى الثاني في تدريب الأطفال ما دون سن المدرسة.
هل حصلتِ على فرصة لتسخير ما تعلمتيه في بريطانيا لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في مملكة البحرين؟
عندما رجعتً إلى البحرين قابلت المدرب ياسر النشمان من نادي الاتحاد المدرب المتخصص في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي أدين له بالكثير، فقد استقبل فكرة مشاركتي في التدريب بحماس كبير، خاصة وأنه بصفته مختصاً ومهتماً بالتدريب على السباحة يدرك قيمة التخصص والتدريب الذي نلته، فوفّر لي التسهيلات اللازمة لتطبيق ما تعلمته، وكان يساندني بشكل إيجابي ويوجهني بحكم خبرته وتمكنه، فتعلمتُ منه مهارات كثيرة.
أكما أدين للمدرب طارق جمعة، مؤسس Best Swim Sports، فهو الآخر وفّر لي كثير من الفرص لبناء مهاراتي العملية وتطويرها لمستوى أعلى.
هل أثرت جائحة كوفيد 19 على نشاطاتك سلباً؟
رغم أن التدريب متوقف لفترة، إلا أن تفرغي خلال فترة الجائحة سمح لي بحضور عدد من الدورات النظرية المتعمقة عبر الانترنت في موضوع تعليم السباحة للأطفال التوحديين مع مؤسسة مختصة في أستراليا، وصرتُ ولله الحمد أول بحرينية حاصلة على شهادة من هذه المؤسسة، ولا أزال على تواصل معهم حيث نتناقش ونتعمق في مواضيع تعليم الأطفال التوحديين، ونستعرض حاجاتهم والتحديات التي تواجههم وكيفية التعامل معها. وسيتم طرح دورات تعليمية خاصة ومصممة للمصابين بالتوحد كل على حدة على أسس علمية عبر Best Swim Sports بإذن الله.
هل تعتقدين أن هناك مجال لتخصصك وتوسيع نطاق عملكِ وتدريبك؟
طبعاً، فهناك أولاً حاجة متنامية لكل من معلمي ومدربي السباحة، خاصة في ظل اهتمام مملكة البحرين بالرياضة والشباب والأطفال، وتوسع أفق الاهتمامات لتشمل المنافسة الدولية وعدم الاكتفاء باعتبار الرياضة تسلية، ولذلك الحاجة للتخصص أمر مهم، كما أن توجهي للتركيز على كل من ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحديين يخدم فئة تحتاج لعناية خاصة هو تخصص نادر، نحتاج فيه لمزيد من التركيز، خاصة وأن أولياء الأمور الآن مثقفون وواعون ويهتمون كثيراً بتوفير العناية لأبنائهم التوحديين وذوي الاحتياجات الخاصة من قبل مدربين ومعلمين كُفء، وصارت لأولياء الأمور هؤلاء تطلع إلى تنمية صحة أبنائهم الذهنية والبدنية والنفسية، فمثل هذه البرنامج الذي أتمنى أن أوفره سيكون بالفعل مساهمة إيجابية في حياة هؤلاء.
{{ article.visit_count }}
كثير من الجرأة والصبر والتفكير خارج الصندوق... هذا ما احتاجته سهى محمد سعيد لتتحول لتوجّه جديد بعيداً عن تخصصها الإداري، فقد اختارت أن تتخصص في تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة على السباحة، وذلك بعد حضورها عدداً من الدورات النظرية والعملية في هذا التخصص في بريطانيا.
ما هدفك من التركيز على مجال تعليم السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة؟
هدفي هو توفير فرصة آمنة للأطفال للاستمتاع بالسباحة في ظروف ملائمة لما لها من فوائد نفسية وصحية وذهنية، يحقّ لهؤلاء أن يستفيدوا منها ولكن أيضاً يحتاجون في الوقت ذاته لرعاية مختصين مدرّبين على رعايتهم.
أنتِ تقولين "تعليم" السباحة وليس "تدريب" على السباحة، فهل هناك فرق؟
نعم، التعليم يكون لمن لا يجيدها مطلقاً، ويبدأ من التأهيل لدخول الماء وإزالة الرهبة والتكييف حتى يصل للمبادئ البسيطة، أما التدريب على السباحة فهي لمن تعدّى مرحلة التعليم ويدخل في تعلّم المهارات وأساليب السباحة على مستوى أعلى.
ما التدريب الذي حصلتِ عليه في هذا المجال وأين؟
بدأت في 2017 بحضور دورات مساعد معلّم سباحة في بريطانيا، وقد أبهرني البرنامج من حيث الجودة والتمكن والحرفية العالية في طرق إيصال المعلومات والمهارات، وهذا حفزني للبحث في برامج منظمة السباحة عن مزيد من التدريب، فلفت نظري برنامجين اثنين، أحدهما هو التعليم المائي للأطفال الصغار، والتعليم المائي لذوي الاحتياجات الخاصة، وأدركتُ بأن هذا شيء سيخدم شريحة مهمة في مملكة البحرين ويغطي نقصاً في مهارات تعلّم السباحة. كان مطلوباً مني أن أتمّ أولاً دخول دورة تدريبية للحصول شهادة معلّم سباحة قبل أن يسمحوا لي بالانضمام لأي من البرنامجين الآخرين. ففعلت ودخلت برنامجين للتهيئة معلمي سباحة مع منظمتين مختلفتين مختصتين بتهيئة معلمي السباحة: Swim English في 2018، و Swimming Teachers’ Association في 2019، ثم واصلت في المؤسسة الثانية التدرب على الشهادتين الأخريين (تعليم الأطفال وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة)، وتشمل أيضاً أصحاب الصعوبات الذهنية والبصرية والسمعية.
ما هي الدورات والبرامج التي أتممتيها في التدريب على السباحة؟
بعض الدورات حضرتها عملياً في بريطانيا وكان بعضها أجزاء نظرية. أتممت على برنامج ASAالمستوى الثاني لتعليم السباحة، دورة مدرسة تعليم السباحة، برنامج جمعية معلمي السباحة المستوى الثاني في التدريب المائي لأصحاب الاحتياجات الخاصة، دورة متقدمة في تقييم المخاطر، برنامج ILSP لمعايير التقييم، برنامج جمعية معلمي السباحة المستوى الثاني في جائزة السلامة للمدربين، ودورة جمعية معلمي السباحة المستوى الثاني في تدريب الأطفال ما دون سن المدرسة.
هل حصلتِ على فرصة لتسخير ما تعلمتيه في بريطانيا لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في مملكة البحرين؟
عندما رجعتً إلى البحرين قابلت المدرب ياسر النشمان من نادي الاتحاد المدرب المتخصص في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي أدين له بالكثير، فقد استقبل فكرة مشاركتي في التدريب بحماس كبير، خاصة وأنه بصفته مختصاً ومهتماً بالتدريب على السباحة يدرك قيمة التخصص والتدريب الذي نلته، فوفّر لي التسهيلات اللازمة لتطبيق ما تعلمته، وكان يساندني بشكل إيجابي ويوجهني بحكم خبرته وتمكنه، فتعلمتُ منه مهارات كثيرة.
أكما أدين للمدرب طارق جمعة، مؤسس Best Swim Sports، فهو الآخر وفّر لي كثير من الفرص لبناء مهاراتي العملية وتطويرها لمستوى أعلى.
هل أثرت جائحة كوفيد 19 على نشاطاتك سلباً؟
رغم أن التدريب متوقف لفترة، إلا أن تفرغي خلال فترة الجائحة سمح لي بحضور عدد من الدورات النظرية المتعمقة عبر الانترنت في موضوع تعليم السباحة للأطفال التوحديين مع مؤسسة مختصة في أستراليا، وصرتُ ولله الحمد أول بحرينية حاصلة على شهادة من هذه المؤسسة، ولا أزال على تواصل معهم حيث نتناقش ونتعمق في مواضيع تعليم الأطفال التوحديين، ونستعرض حاجاتهم والتحديات التي تواجههم وكيفية التعامل معها. وسيتم طرح دورات تعليمية خاصة ومصممة للمصابين بالتوحد كل على حدة على أسس علمية عبر Best Swim Sports بإذن الله.
هل تعتقدين أن هناك مجال لتخصصك وتوسيع نطاق عملكِ وتدريبك؟
طبعاً، فهناك أولاً حاجة متنامية لكل من معلمي ومدربي السباحة، خاصة في ظل اهتمام مملكة البحرين بالرياضة والشباب والأطفال، وتوسع أفق الاهتمامات لتشمل المنافسة الدولية وعدم الاكتفاء باعتبار الرياضة تسلية، ولذلك الحاجة للتخصص أمر مهم، كما أن توجهي للتركيز على كل من ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحديين يخدم فئة تحتاج لعناية خاصة هو تخصص نادر، نحتاج فيه لمزيد من التركيز، خاصة وأن أولياء الأمور الآن مثقفون وواعون ويهتمون كثيراً بتوفير العناية لأبنائهم التوحديين وذوي الاحتياجات الخاصة من قبل مدربين ومعلمين كُفء، وصارت لأولياء الأمور هؤلاء تطلع إلى تنمية صحة أبنائهم الذهنية والبدنية والنفسية، فمثل هذه البرنامج الذي أتمنى أن أوفره سيكون بالفعل مساهمة إيجابية في حياة هؤلاء.