رؤى الحايكي
لا نزال نتعرف على أنفسنا وعلى من حولنا في زمن التباعد الاجتماعي الذي ألقى بظلاله وانعكاساته النفسية والاجتماعية على الجميع بلا استثناء.
فبعضنا يخوض صراعات قاسية بين محاولة التعايش والتأقلم في ظل تطبيق الإجراءات الصحية والبعض الآخر لايزال يجادل نفسه ويرفض تقبل الواقع الجديد. وما نتفق عليه جميعنا بأن هذه الظروف ليست طبيعية ولا يمكن للعقل والنفس أن يهضما فكرة «الصدمة».
ومهما بلغ قربنا من الخالق واتكالنا عليه في هذه الأزمة، لابد أن نأخذ بالأسباب العقلية ونحقق التوازن بين قوة الروح وسلامة الجسد. لقد بدأنا نستشعر «اضطرابات ما بعد الصدمة» على الرغم من تفاوت درجة الاعتراف أو النكران بين فرد وآخر. ففي حديث مطول دار بيني وبين طبيبة بحرينية منذ أيام حول موضوع «اضطرابات ما بعد الصدمة– الجائحة» قالت لي «حالياً هناك من يعاني من اضطرابات في النوم والتوتر الشديد والحزن والارتباك والانفصال النفسي والإجهاد والقلق الذي بدأت آثاره تظهر على الملامح ولغة الجسد والحوار، الأمر الذي بدوره سينعكس مع الوقت على الصحة الجسدية. وللأسف كثير من الناس يرفض مواجهة نفسه بذلك».
وهذا يذكرني بمقال للأخصائية النفسية اللبنانية «وردة بوضاهر» بعنوان «كورونا – هل سننجو من الصدمة الجماعية؟» كتبت فيه «لا يستجيب الأفراد للحادث الصادم نفسه بالطريقة ذاتها، إذ تؤثر مهارات التأقلم والمرونة والدعم المجتمعي والتجارب السابقة وغيرها من العوامل في رد فعل الشخص».
حقيقة إن الأمر ليس بالهين، فإعادة ترتيب الأفكار والتحكم بالرغبات في محاولة لصياغة سلوكيات جديدة يشبه إعادة برمجه للكمبيوتر والذي لا يمكن تطبيق فكرته على الإنسان لأننا روح وجسد. والأهم هنا بأن الجميع عاش ولايزال يعيش الصدمة وآثارها، ولابد أن نتفق جميعنا على استيعاب مجتمعي لفكرة «اضطرابات ما بعد الصدمة» لكي نقلل الضرر ونصل لمرحلة «نمو ما بعد الصدمة».
هذه المرحلة يعرفها الباحثون «على أنها مرحلة تطور بسبب حدث صادم، ومن ثم يشهد الشخص تغيراً إيجابياً ونمواً يعقب الحدث». وهذه المرحلة هي الأهم في حياتنا لأنها خلاصة إدراكنا التام ونضج أفكارنا وتوسع مداركنا بعد الصدمة.
ولأننا انتهينا من مرحلة الصدمة، فمن الجيد جداً أن تعود الحياة لطبيعتها بالتدرج ووفق الاشتراطات الصحية، ولكن مواجهة النفس وتقييم الضرر الذي وقع على المستوى الفردي والاجتماعي مهم جداً لكي نبدأ بصياغة معادلات علاجية وأساليب حياتية إيجابية لنا ولأطفالنا في إطار مجتمعي موحد وهادف يخدم الفرد والصالح العام.
{{ article.visit_count }}
لا نزال نتعرف على أنفسنا وعلى من حولنا في زمن التباعد الاجتماعي الذي ألقى بظلاله وانعكاساته النفسية والاجتماعية على الجميع بلا استثناء.
فبعضنا يخوض صراعات قاسية بين محاولة التعايش والتأقلم في ظل تطبيق الإجراءات الصحية والبعض الآخر لايزال يجادل نفسه ويرفض تقبل الواقع الجديد. وما نتفق عليه جميعنا بأن هذه الظروف ليست طبيعية ولا يمكن للعقل والنفس أن يهضما فكرة «الصدمة».
ومهما بلغ قربنا من الخالق واتكالنا عليه في هذه الأزمة، لابد أن نأخذ بالأسباب العقلية ونحقق التوازن بين قوة الروح وسلامة الجسد. لقد بدأنا نستشعر «اضطرابات ما بعد الصدمة» على الرغم من تفاوت درجة الاعتراف أو النكران بين فرد وآخر. ففي حديث مطول دار بيني وبين طبيبة بحرينية منذ أيام حول موضوع «اضطرابات ما بعد الصدمة– الجائحة» قالت لي «حالياً هناك من يعاني من اضطرابات في النوم والتوتر الشديد والحزن والارتباك والانفصال النفسي والإجهاد والقلق الذي بدأت آثاره تظهر على الملامح ولغة الجسد والحوار، الأمر الذي بدوره سينعكس مع الوقت على الصحة الجسدية. وللأسف كثير من الناس يرفض مواجهة نفسه بذلك».
وهذا يذكرني بمقال للأخصائية النفسية اللبنانية «وردة بوضاهر» بعنوان «كورونا – هل سننجو من الصدمة الجماعية؟» كتبت فيه «لا يستجيب الأفراد للحادث الصادم نفسه بالطريقة ذاتها، إذ تؤثر مهارات التأقلم والمرونة والدعم المجتمعي والتجارب السابقة وغيرها من العوامل في رد فعل الشخص».
حقيقة إن الأمر ليس بالهين، فإعادة ترتيب الأفكار والتحكم بالرغبات في محاولة لصياغة سلوكيات جديدة يشبه إعادة برمجه للكمبيوتر والذي لا يمكن تطبيق فكرته على الإنسان لأننا روح وجسد. والأهم هنا بأن الجميع عاش ولايزال يعيش الصدمة وآثارها، ولابد أن نتفق جميعنا على استيعاب مجتمعي لفكرة «اضطرابات ما بعد الصدمة» لكي نقلل الضرر ونصل لمرحلة «نمو ما بعد الصدمة».
هذه المرحلة يعرفها الباحثون «على أنها مرحلة تطور بسبب حدث صادم، ومن ثم يشهد الشخص تغيراً إيجابياً ونمواً يعقب الحدث». وهذه المرحلة هي الأهم في حياتنا لأنها خلاصة إدراكنا التام ونضج أفكارنا وتوسع مداركنا بعد الصدمة.
ولأننا انتهينا من مرحلة الصدمة، فمن الجيد جداً أن تعود الحياة لطبيعتها بالتدرج ووفق الاشتراطات الصحية، ولكن مواجهة النفس وتقييم الضرر الذي وقع على المستوى الفردي والاجتماعي مهم جداً لكي نبدأ بصياغة معادلات علاجية وأساليب حياتية إيجابية لنا ولأطفالنا في إطار مجتمعي موحد وهادف يخدم الفرد والصالح العام.