وليد صبري




* الأعراض المرضية متداخلة من الولادة وحتى 18 عاماً

* القولون العصبي يصيب الأطفال من عمر 6 سنوات

* الألياف والصمغ العربي أبرز طرق العلاج

* 40 % من المولودين لديهم ارتجاع المريء

* مغص الرضيع يزيد احتمال الإصابة بالقولون العصبي

* لا اتفاق على دور المضادات الحيوية في علاج القولون العصبي

أكد أستاذ واستشاري طب الأطفال بالمركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبد الله الطبية في جامعة الخليج العربي، وأستاذ طب الأطفال بكلية الطب في جامعة طنطا، د. محمد البلتاجي، أن "نحو 10 % إلى 15 % من الأطفال في عمر 6 سنوات معرضون للإصابة بمرض القولون العصبي"، مضيفاً أن "مغص الوليد يزيد من احتمالية إصابة الطفل بالقولون العصبي مستقبلاً".

وقال في تصريحات لـ "الوطن" إن "أبرز الأمراض انتشاراً في فئة الأطفال حديثي الولادة، مغص الرضيع، وحساسية الحليب، والنزلات المعوية، وعدم تحمل اللاكتوز، وارتجاع المريء"، مضيفاً أنه "لدى نحو 40 % من الأطفال المولودين لديهم مشكلة ارتجاع المريء، ولكن بدرجات مختلفة ومتفاوتة، حيث بعضهم يكون ظاهراً والآخر غير ظاهر، فيما تتحسن الحالة مع كبر سنهم شيئاً فشيئاً".

وذكر أن "هناك فارق بين ارتجاع المريء، ومرض ارتجاع المري، لدى الأطفال، والسبب في تعرض الأطفال لذلك نتيجة عدم اكتمال وظيفة المريء، وهذا يحدث مثلما يحدث مع بقية أعضاء الجسم لدى الرضيع، فكلما كبر الطفل اكتملت العضلة أو الحاجز أو البواب الذي يتحكم في مرور الأكل من المريء إلى المعدة، ومن ثم تنمو العضلة وتصبح أقوى وجاهزة للعمل".

وأشار د. البلتاجي إلى أن "أعراض مرض ارتجاع المريء تتضمن، الترجيع الشديد، والبكاء الشديد نتيجة المغص، وربما يظهر دم في عملية الإخراج"، لافتا إلى أن المرض في تلك الحالة يحتاج إلى التدخل العلاجي".

وأوضح أن "العلاج يتضمن، طريقة الرضاعة، بحيث تكون صغيرة في الحجم لكن متكررة، ووضع الرضيع يكون نائماً على ظهره بزاوية 45 درجة، وأحيانا نلجأ إلى وصف أنواع خاصة بالحليب ضد الترجيع "الحليب الصناعي"".

وذكر أن "هناك مؤشرات تدل على تحول الحالة لدى الطفل من ارتجاع المريء إلى مرض ارتجاع المريء"، مضيفاً أنها "تشمل البكاء الشديد والترجيع الشديد وفقدان وزن الطفل، وكذلك عدم نمو الطفل بصورة طبيعية، ووجود دم خلال عملية الإخراج، مصحوباً بألم شديد".

واعتبر د. البلتاجي أن "عملية التشخيص تتطلب إجراء مجموعة من التحاليل على الجهاز الهضمي، لكن معظم الحالات يتم تشخيصها إكلينيكيا".

ولفت د. البلتاجي إلى أن "الإمساك والإسهال من أبرز الأمراض التي تصيب الأطفال الرضع وحديثي الولادة"، مضيفاً أن "هناك ما يسمى بالإسهال المرضي، وآخر، يسمى الإسهال الوظيفي، وهذا يصيب الفئة العمرية من الولادة وحتى سن عام تقريباً".

وأوضح أن "بعض الأعراض المرضية لدى الأطفال تكون متداخلة من بداية الولادة وحتى عمر ٦ سنوات"، مضيفاً أن "الإمساك الوظيفي يمكن أن يمتد من بداية الولادة وحتى عمر 18 عاما، وكذلك الأمر بالنسبة للإسهال الوظيفي، حيث يبدأ من عمر 6 أشهر وحتى عمر 6 سنوات".

وقال إن "صعوبة التبرز تبدأ من عمر يوم وحتى عمر 9 أشهر، بينما المغص من عمر أسبوعين حتى 5 أشهر".

وأشار إلى أن "الترجيع الدوري يبدأ من عمر شهر وحتى عمر 18 عاماً، وربما يستمر بعد ذلك حتى 60 عاماً".

د. البلتاجي تطرق إلى مرض القولون العصبي، موضحاً أنه "يصيب الأطفال من عمر 6 سنوات وربما يمتد إلى مرحلة البلوغ وما بعدها"، مشيراً إلى أن "نسبة الإصابة بالمرض عالمياً تصل إلى نحو 10 %".

وذكر أن "مغص الوليد يزيد من احتمالية إصابة الطفل بالقولون العصبي مستقبلاً".

وفيما يتعلق بطرق علاج القولون العصبي، أفاد بأنها "تتضمن تطمين الطفل والأسرة، ثم تأتي مرحلة التدخل الغذائي، حيث نركز على تناول الألياف، التي تشمل الخضروات الطازجة والفواكه، والغذاء عالي النخالة، وكذلك الصمغ العربي يساعد على تحسن حالة الطفل، كما أنه يستخدم في علاج الإسهال والإمساك أيضا، وهناك مجموعة من البكتيريا النافعة الموجودة في الأغذية "الزبادي" تساعد على تحسن الحالة".

وقال د. البلتاجي إنه "في حال عدم تحسن الطفل فإنه يمكننا استخدام مسكنات مثل مضادات التقلص، وشراب النعناع، وفي أوقات الإسهال يمكن استخدام مضادات الإسهال، مع ضرورة الحذر من استخدام المضادات الحيوية لأنه حتى الآن لم يتفق علمياً على دورها في علاج القولون العصبي".