رؤى الحايكي
في الأيام القليلة الماضية مع اقتراب العام الدراسي، صدف أن تداولت الكثير من الأمهات في أحاديثهن عبارة «الأم مدرسة». كانت أحاديثهن وإيماءاتهن تعكس ما في وجدانهن من مشاعر مرتبطة بهذه العبارة الشهيرة في بيت القصيدة التي جاءت على لسان الكاتب «حافظ إبراهيم». واللافت في الأحاديث بأن الاستخدام التعبيري للعبارة كان مختلفاً عن ما عهدناه. لم يكن نفسه المعنى القديم الذي كنا نقصده عندما كنا نود الإشارة لأهمية دور الأم في الحياة. وما استوقفني، هو اختلاف النبرات وسط الأحاديث بين الجد الساخر والهم الضاحك وبين نبرة التعب الصابر والعتب على الطرف الآخر.
نعرف جميعنا بأن الواقع المفروض بسبب الجائحة حاصر الأمهات في زاوية تحدياتها جديدة، وفرض «التعليم عن بعد» نفسه وفي طياته أسلوب تربية وتعليم جديد ومتطلبات تتحدى الأم وقدراتها وتستلزم منها صبراً مضاعفاً وتحدياً للنفس ولمهاراتها. وعلى الرغم من تفاوت خبرات الأمهات وتحصيلهن الأكاديمي وتباين إلمامهن بالمواد المختلفة، إلا أن ذلك لم يكن سبباً للاستسلام، بل على العكس فقد كان اهتمامهن الجاد وحبهن لأبنائهن ما يدفعهن برغم المشقة والتحديات للعب دور البطولة. لقد كن وبكل فخر «مدرسة» قائمة من المنزل، تعطي الدروس لكل المواد وتنسق وتدير العملية التعليمية والتربوية لأبنائها بالتعاون مع المدرسة خارج المنزل.
ولكي نتلمس التطور في استخدام عبارة «الأم مدرسة» بين الأمس واليوم سنلقي نظرة على تحليل العبارة في اللغة العربية. هي تشبيه بليغ للكاتب، ساوى فيه بين الأم والمدرسة ولم يستخدم أداة تشبيه كما أنه لم يحدد ماهي أوجه التشبيه دلاله على شمولية المعنى والبلاغة في التشبيه وحتى يبين بدقة قيمة الأم ويوضح أهمية دورها في حياة الأبناء والمجتمع. أما اليوم وبسبب الجائحة تحول التشبيه البليغ في معناه اللاملموس إلى واقع ملموس تصبح فيه الأم بكل جدارة «مدرسة» قائمة على أرض الواقع.
إن هذا التغير في الاستخدام التعبيري للعبارة يعكس تطور أدوار الأم وثقل كاهلها، وهنا لابد لي أن أسأل، هل يقابل كل ذلك بالتقدير والعرفان الذي تستحقه الأمهات من الأبناء والآباء والمجتمع ككل؟ وهل هناك من يصغي لتجارب الأمهات والكيفية التي تعاطين بها مع التحديات خلال هذه التجربة المستمرة؟ إن تجربة «التعلم عن بعد» تجربة جديدة بكل حيثياتها وعلى الجميع التعاطي معها باهتمام بالغ وتقديم الدعم للأم التي تجاهد نفسها لكي لا يتأثر تحصيل أبنائها العلمي وأيضاً لا تتأثر تربيتهم. أقول، تحية لكل أم فاقت التشبيه البليغ للكاتب والوصف التعبيري الدارج بأدوارها وتفانيها وحبها اللامشروط لأبنائها، تحية وتقدير واحترام لكن جميعكن.
في الأيام القليلة الماضية مع اقتراب العام الدراسي، صدف أن تداولت الكثير من الأمهات في أحاديثهن عبارة «الأم مدرسة». كانت أحاديثهن وإيماءاتهن تعكس ما في وجدانهن من مشاعر مرتبطة بهذه العبارة الشهيرة في بيت القصيدة التي جاءت على لسان الكاتب «حافظ إبراهيم». واللافت في الأحاديث بأن الاستخدام التعبيري للعبارة كان مختلفاً عن ما عهدناه. لم يكن نفسه المعنى القديم الذي كنا نقصده عندما كنا نود الإشارة لأهمية دور الأم في الحياة. وما استوقفني، هو اختلاف النبرات وسط الأحاديث بين الجد الساخر والهم الضاحك وبين نبرة التعب الصابر والعتب على الطرف الآخر.
نعرف جميعنا بأن الواقع المفروض بسبب الجائحة حاصر الأمهات في زاوية تحدياتها جديدة، وفرض «التعليم عن بعد» نفسه وفي طياته أسلوب تربية وتعليم جديد ومتطلبات تتحدى الأم وقدراتها وتستلزم منها صبراً مضاعفاً وتحدياً للنفس ولمهاراتها. وعلى الرغم من تفاوت خبرات الأمهات وتحصيلهن الأكاديمي وتباين إلمامهن بالمواد المختلفة، إلا أن ذلك لم يكن سبباً للاستسلام، بل على العكس فقد كان اهتمامهن الجاد وحبهن لأبنائهن ما يدفعهن برغم المشقة والتحديات للعب دور البطولة. لقد كن وبكل فخر «مدرسة» قائمة من المنزل، تعطي الدروس لكل المواد وتنسق وتدير العملية التعليمية والتربوية لأبنائها بالتعاون مع المدرسة خارج المنزل.
ولكي نتلمس التطور في استخدام عبارة «الأم مدرسة» بين الأمس واليوم سنلقي نظرة على تحليل العبارة في اللغة العربية. هي تشبيه بليغ للكاتب، ساوى فيه بين الأم والمدرسة ولم يستخدم أداة تشبيه كما أنه لم يحدد ماهي أوجه التشبيه دلاله على شمولية المعنى والبلاغة في التشبيه وحتى يبين بدقة قيمة الأم ويوضح أهمية دورها في حياة الأبناء والمجتمع. أما اليوم وبسبب الجائحة تحول التشبيه البليغ في معناه اللاملموس إلى واقع ملموس تصبح فيه الأم بكل جدارة «مدرسة» قائمة على أرض الواقع.
إن هذا التغير في الاستخدام التعبيري للعبارة يعكس تطور أدوار الأم وثقل كاهلها، وهنا لابد لي أن أسأل، هل يقابل كل ذلك بالتقدير والعرفان الذي تستحقه الأمهات من الأبناء والآباء والمجتمع ككل؟ وهل هناك من يصغي لتجارب الأمهات والكيفية التي تعاطين بها مع التحديات خلال هذه التجربة المستمرة؟ إن تجربة «التعلم عن بعد» تجربة جديدة بكل حيثياتها وعلى الجميع التعاطي معها باهتمام بالغ وتقديم الدعم للأم التي تجاهد نفسها لكي لا يتأثر تحصيل أبنائها العلمي وأيضاً لا تتأثر تربيتهم. أقول، تحية لكل أم فاقت التشبيه البليغ للكاتب والوصف التعبيري الدارج بأدوارها وتفانيها وحبها اللامشروط لأبنائها، تحية وتقدير واحترام لكن جميعكن.