علي حسين
في الفترة الأخيرة تردد مصطلح الاتكالية في بعض برامج التواصل الاجتماعي بين من يقول إن بعض الشباب يتخذ الاتكالية في جميع أمور الحياة، والبعض الآخر يرى بأن الشباب مثال لتحمل المسؤولية، وكورونا يثبت ذلك.
"الوطن" أخذت آراء بعض الشباب الذين أوضحوا أن التكنولوجيا والتطور ساعدا على الاتكالية في بعض أمور الحياة، والبعض الآخر قال الشاب البحريني دائماً يثبت بأنه يتحمل المسؤولية.
وعن ذلك، قال الشاب علي عبدالله إن التكنولوجيا ساعدت على الاتكالية في الفترة الأخيرة بشكل لافت، مبيناً أن الشخص غير المسؤول الذي يمتلك الشخصية الاتكالية غالباً ما يشعر بعجزه عن اتخاذ القرارات سواء كانت بسيطة أم معقدة، بحيث يتجه في أغلب الأوقات إلى استشارة الآخرين والأخذ برأيهم وحتى وإن كانت آراؤهم خاطئة.
وأضاف قائلاً: "يميل الشخص الاتكالي إلى توكيل مسؤولياته إلى الغير، وعدم كونه مستقلاً بقراراته ومسؤولياته وفكره فذلك يدل على أنه فاقد الثقة ينفسه، كما تتسم الاتكالية بالاضطراب الذاتي والحاجة الملحة للاهتمام من الآخرين والتي غالباً ما تبدأ بالظهور في سن البلوغ وتبقى هذه المشكلة أو ذلك الاضطراب ملازماً له حتى سنوات متقدمة من العمر ما لم يحاول السيطرة عليه. للأسف انتشرت في الفترة الأخيرة حالات عدم المسؤولية والاتكالية، ولكن بشكل بسيط -وهذا لا يعني أن شبابانا اتكالي- في زمن التطور يستغل البعض ذلك بالاتكالية في كل أعماله ولا يحرك ساكناً في أبسط الأمور مردداً بأن التكنولوجيا سهلت لنا الحياة.. ذلك صحيح أنها سهلت الحياة ولكنها زادت من حجم الاتكالية بين الأفراد".
من جهته، قال الشاب هاشم العالي إن الاتكالية لها سلبياتها مستقبلاً إذ يجب أن يساعد أولياء الأمور أبناءهم في مواجهة الحياة والتحلي بالمسؤولية.
وتابع: "تعتبر الشخصية الاتكالية من أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق نتيجة مخاوفه من عدم قدرته على إنجاز أموره لوحده، عدم قدرته على الاعتناء بذاته، ومخاوفه من ترك الآخرين له حيث سيجد نفسه وحيداً، ليس هناك حرج أن تطلب الدعم والاستشارة من الغير قبل اتخاذ القرار، لكن لا تجعلهم ينجزون أعمالك أو يقررون بدلاً عنك، ولذلك نرى البعض عند دخوله إلى مجال العمل في حالة توتر وخوف شديد بس اختلاف الأمور عليه، بحيث يجب عليه أن يعمل لا أن يعمل عنه، لذلك نرى البعض لا ينجح في بداية حياته نتيجة لآثار الاتكالية عليه. في نظري أن لأولياء الأمور الدور البارز في جعل أبنائهم اتكاليين بحيث يجعلونهم يتطلبون فقط، لذلك يجب أن يتجه أولياء الأمور اتجاهات أخرى من حيث التربية تساعد أبناءهم في المستقبل عند ظهورهم بشكل أكبر للحياة، إذ يجب عليهم صقل شخصية أبنائهم ومحاولة إظهارهم للمجتمع بعيداً عن الاتكالية واللامسؤولية، وتعريفهم بالواجبات التي لا بد من القيام بها ولا يجب أن يقوم بها أحد آخر".
فيما قال الشاب عبدالله طلال إن الشاب البحريني دائماً يثبت بأنه يتحمل المسؤولية، مؤكداً أن الشباب المعاصر لديه من الوعي ما يكفي لتحمل المسؤولية الكاملة بنفسه وليس هناك ما ينقصه فيتّكل على غيره في أبسط الأمور".
وأردف: "الشباب الآن يدركون إدراكاً تاماً بمعنى المسؤولية وكيفيتها، كمسؤوليته تجاه وطنه في ولائه له والانتماء إليه والارتقاء به والحفاظ عليه، والاستعداد بأتمه لتلبية ندائه وفدائه بالروح والدم، والمشاركة في شتى الفعاليات التي تحث على الحفاظ عليه وكافة الأنشطة التي تتمحور وتدور على كافة أصعدتها عجلة التطور، ومن جانب آخر فإن الشباب يتحلون بالمسؤولية تجاه الأسرة أو الزوجة، فهم يكافحون ويقاتلون في وجه أي تحد جديد أو عقبة تقف في وجه عيشهم الرغيد وراحتهم التامة، ويعملون حد الشقاء لتوفير لقمة العيش وكل ما يلزم لتستمر الحياة بالحب والهناء، وبالنسبة لي أنا تحملت المسؤولية وتطوعت في الفريق الوطني لمكافحة كورونا مع الكثير من الشباب الذين حملوا وتبنوا المسؤولية وأثبتوا بأن الشاب البحريني يمكن الاعتماد عليه ويمكنه تحمل المسؤولية، وذلك رداً على ما يقال بأن أغلب الشباب لا يتحلون بالمسؤولية، وغيرها من أمور الحياة ليس فقط التطوع، وإنما في الكثير من جوانب الحياة تجد المبادرات الشبابية بكثرة وبصورة منظمة وحضارية".
{{ article.visit_count }}
في الفترة الأخيرة تردد مصطلح الاتكالية في بعض برامج التواصل الاجتماعي بين من يقول إن بعض الشباب يتخذ الاتكالية في جميع أمور الحياة، والبعض الآخر يرى بأن الشباب مثال لتحمل المسؤولية، وكورونا يثبت ذلك.
"الوطن" أخذت آراء بعض الشباب الذين أوضحوا أن التكنولوجيا والتطور ساعدا على الاتكالية في بعض أمور الحياة، والبعض الآخر قال الشاب البحريني دائماً يثبت بأنه يتحمل المسؤولية.
وعن ذلك، قال الشاب علي عبدالله إن التكنولوجيا ساعدت على الاتكالية في الفترة الأخيرة بشكل لافت، مبيناً أن الشخص غير المسؤول الذي يمتلك الشخصية الاتكالية غالباً ما يشعر بعجزه عن اتخاذ القرارات سواء كانت بسيطة أم معقدة، بحيث يتجه في أغلب الأوقات إلى استشارة الآخرين والأخذ برأيهم وحتى وإن كانت آراؤهم خاطئة.
وأضاف قائلاً: "يميل الشخص الاتكالي إلى توكيل مسؤولياته إلى الغير، وعدم كونه مستقلاً بقراراته ومسؤولياته وفكره فذلك يدل على أنه فاقد الثقة ينفسه، كما تتسم الاتكالية بالاضطراب الذاتي والحاجة الملحة للاهتمام من الآخرين والتي غالباً ما تبدأ بالظهور في سن البلوغ وتبقى هذه المشكلة أو ذلك الاضطراب ملازماً له حتى سنوات متقدمة من العمر ما لم يحاول السيطرة عليه. للأسف انتشرت في الفترة الأخيرة حالات عدم المسؤولية والاتكالية، ولكن بشكل بسيط -وهذا لا يعني أن شبابانا اتكالي- في زمن التطور يستغل البعض ذلك بالاتكالية في كل أعماله ولا يحرك ساكناً في أبسط الأمور مردداً بأن التكنولوجيا سهلت لنا الحياة.. ذلك صحيح أنها سهلت الحياة ولكنها زادت من حجم الاتكالية بين الأفراد".
من جهته، قال الشاب هاشم العالي إن الاتكالية لها سلبياتها مستقبلاً إذ يجب أن يساعد أولياء الأمور أبناءهم في مواجهة الحياة والتحلي بالمسؤولية.
وتابع: "تعتبر الشخصية الاتكالية من أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق نتيجة مخاوفه من عدم قدرته على إنجاز أموره لوحده، عدم قدرته على الاعتناء بذاته، ومخاوفه من ترك الآخرين له حيث سيجد نفسه وحيداً، ليس هناك حرج أن تطلب الدعم والاستشارة من الغير قبل اتخاذ القرار، لكن لا تجعلهم ينجزون أعمالك أو يقررون بدلاً عنك، ولذلك نرى البعض عند دخوله إلى مجال العمل في حالة توتر وخوف شديد بس اختلاف الأمور عليه، بحيث يجب عليه أن يعمل لا أن يعمل عنه، لذلك نرى البعض لا ينجح في بداية حياته نتيجة لآثار الاتكالية عليه. في نظري أن لأولياء الأمور الدور البارز في جعل أبنائهم اتكاليين بحيث يجعلونهم يتطلبون فقط، لذلك يجب أن يتجه أولياء الأمور اتجاهات أخرى من حيث التربية تساعد أبناءهم في المستقبل عند ظهورهم بشكل أكبر للحياة، إذ يجب عليهم صقل شخصية أبنائهم ومحاولة إظهارهم للمجتمع بعيداً عن الاتكالية واللامسؤولية، وتعريفهم بالواجبات التي لا بد من القيام بها ولا يجب أن يقوم بها أحد آخر".
فيما قال الشاب عبدالله طلال إن الشاب البحريني دائماً يثبت بأنه يتحمل المسؤولية، مؤكداً أن الشباب المعاصر لديه من الوعي ما يكفي لتحمل المسؤولية الكاملة بنفسه وليس هناك ما ينقصه فيتّكل على غيره في أبسط الأمور".
وأردف: "الشباب الآن يدركون إدراكاً تاماً بمعنى المسؤولية وكيفيتها، كمسؤوليته تجاه وطنه في ولائه له والانتماء إليه والارتقاء به والحفاظ عليه، والاستعداد بأتمه لتلبية ندائه وفدائه بالروح والدم، والمشاركة في شتى الفعاليات التي تحث على الحفاظ عليه وكافة الأنشطة التي تتمحور وتدور على كافة أصعدتها عجلة التطور، ومن جانب آخر فإن الشباب يتحلون بالمسؤولية تجاه الأسرة أو الزوجة، فهم يكافحون ويقاتلون في وجه أي تحد جديد أو عقبة تقف في وجه عيشهم الرغيد وراحتهم التامة، ويعملون حد الشقاء لتوفير لقمة العيش وكل ما يلزم لتستمر الحياة بالحب والهناء، وبالنسبة لي أنا تحملت المسؤولية وتطوعت في الفريق الوطني لمكافحة كورونا مع الكثير من الشباب الذين حملوا وتبنوا المسؤولية وأثبتوا بأن الشاب البحريني يمكن الاعتماد عليه ويمكنه تحمل المسؤولية، وذلك رداً على ما يقال بأن أغلب الشباب لا يتحلون بالمسؤولية، وغيرها من أمور الحياة ليس فقط التطوع، وإنما في الكثير من جوانب الحياة تجد المبادرات الشبابية بكثرة وبصورة منظمة وحضارية".