رؤى الحايكي
نعيش اليوم واقع زمان عجيب، يتطلب منا أن نتحدى أنفسنا ونطورها ونرفع من سقف توقعاتنا لأساليبنا التربوية. فعلى عاتقنا تقع مسؤولية تربية أبنائنا وسط تحديات هذا الزمان ليواجهوا ما فيه من مستجدات، وبعدها يستعدوا لخوض غمار الزمن القادم بمفاجآته. ونتفق على إن اعتماد الأساليب التربوية المستحدثة لتنشئة الأطفال «كأسلوب التربية الديمقراطية» يتطلب جرأة وإيمان بثمار هذه الأساليب الحديثة، ويحتاج لمرونة وصبر جميل عند التعامل مع الطفل أو الشاب أثناء تطور شخصيته وتفاعله مع المجتمع. ومن المهم، توفير المحيط الداعم والمعزز للفكر الديمقراطي الذي تتعارض المدارس الفكرية والاجتماعية حول مفهومه ومجال تطبيقاته. لذلك تعد «الديمقراطية» من المنزل تحدياً صعباً، ولكنها إذا ما طبقت بشكل صحيح متناسب مع تركيبة الطفل النفسية وبتوازي مع مفهوم الدولة للديمقراطية فإنها ستمنح الأبناء مع الوقت درعاً من القوة والثقة والأمان والسلام النفسي.
إن تربية الأبناء على مفهوم «الديمقراطية» يتطلب حنكة وحكمة، «فالديمقراطية» سلاح ذو حدين لابد من ترويضه حتى لا يقفز فرسها بعيداً عن الواقع المسموح به ويعدو في طريق متضارب مع القيم والاحترام المطلوب من جهة الأبناء لآبائهم وللمجتمع. إن كلمة «الديمقراطية» مشتقة من المصطلح اللاتيني «ديمكراتيا» ويعني اصطلاحاً «حكم الشعب لنفسة». ولكنني هنا لا أقصد على الإطلاق «حكم الأبناء المطلق لأنفسهم» بل المقصود من خلال الاصطلاح مقاربه المعنى المرجو وهو «استقلالية الأبناء الفكرية والشخصية» عن الآباء مع المحافظة على إطار قيم المجتمع وتعريفه للاستقلالية التي تحترم الآخر. أما التعريف النفسي للديمقراطية وهو ما يهمني أكثر هنا فهو «الأمنية العميقة التي بدون إرضائها لا يشعر الإنسان بالثقة والأمان، فالاطمئنان أساس السعادة، لأنه ينبع من الضمانة على حصانة حريات الشخص وحقوقه، مع المساواة في الواجبات بين جميع الأشخاص».
إن اختيار أسلوب «التربية الديمقراطية» التي «تشكل معالم الطفل النفسية والشخصية على الاستقلالية وتنظم فكره وتصقل طاقاته وتمنحه الثقة ليسيطر على ذاته ومن ثم أفعالة وتعطيه القدرة على حماية نفسه من المخاطر» ينتقل بثمار التربية التقليدية من المألوف إلى مستوى متقدم جداً فتبنى «الشخصية القيادية المؤطرة» للطفل. وهذا الأسلوب يتطلب من الوالدين تحديد قواعد للطفل، والسماح له بالنقاش مع العائلة واحترام الرأي والرأي الآخر. وبذلك يتربى الأبناء على حسن الإصغاء والذكاء الاجتماعي والتعاون والمساواة والتعلم بالممارسة، والتعلم الذاتي ويدربهم على حل المشكلات، ويطوع تركيبتهم النفسية فتصبح مرنة لا تنكسر وثابته لا تهتز، تلملم جراحها وتواصل المسير في دروب الحياة الوعرة. وبحسب خبراء علم النفس والتربية، فإن هذا النوع من الأساليب التربوية يزرع الروح الإيجابية والسعادة والثقة عند الطفل ويؤسس لأسرة متماسكة منفتحة على عوالم الفكر المختلفة تواجه التحديات في كل زمان بروح الجماعة، متسلحة بقيم المجتمع وأصالته.
{{ article.visit_count }}
نعيش اليوم واقع زمان عجيب، يتطلب منا أن نتحدى أنفسنا ونطورها ونرفع من سقف توقعاتنا لأساليبنا التربوية. فعلى عاتقنا تقع مسؤولية تربية أبنائنا وسط تحديات هذا الزمان ليواجهوا ما فيه من مستجدات، وبعدها يستعدوا لخوض غمار الزمن القادم بمفاجآته. ونتفق على إن اعتماد الأساليب التربوية المستحدثة لتنشئة الأطفال «كأسلوب التربية الديمقراطية» يتطلب جرأة وإيمان بثمار هذه الأساليب الحديثة، ويحتاج لمرونة وصبر جميل عند التعامل مع الطفل أو الشاب أثناء تطور شخصيته وتفاعله مع المجتمع. ومن المهم، توفير المحيط الداعم والمعزز للفكر الديمقراطي الذي تتعارض المدارس الفكرية والاجتماعية حول مفهومه ومجال تطبيقاته. لذلك تعد «الديمقراطية» من المنزل تحدياً صعباً، ولكنها إذا ما طبقت بشكل صحيح متناسب مع تركيبة الطفل النفسية وبتوازي مع مفهوم الدولة للديمقراطية فإنها ستمنح الأبناء مع الوقت درعاً من القوة والثقة والأمان والسلام النفسي.
إن تربية الأبناء على مفهوم «الديمقراطية» يتطلب حنكة وحكمة، «فالديمقراطية» سلاح ذو حدين لابد من ترويضه حتى لا يقفز فرسها بعيداً عن الواقع المسموح به ويعدو في طريق متضارب مع القيم والاحترام المطلوب من جهة الأبناء لآبائهم وللمجتمع. إن كلمة «الديمقراطية» مشتقة من المصطلح اللاتيني «ديمكراتيا» ويعني اصطلاحاً «حكم الشعب لنفسة». ولكنني هنا لا أقصد على الإطلاق «حكم الأبناء المطلق لأنفسهم» بل المقصود من خلال الاصطلاح مقاربه المعنى المرجو وهو «استقلالية الأبناء الفكرية والشخصية» عن الآباء مع المحافظة على إطار قيم المجتمع وتعريفه للاستقلالية التي تحترم الآخر. أما التعريف النفسي للديمقراطية وهو ما يهمني أكثر هنا فهو «الأمنية العميقة التي بدون إرضائها لا يشعر الإنسان بالثقة والأمان، فالاطمئنان أساس السعادة، لأنه ينبع من الضمانة على حصانة حريات الشخص وحقوقه، مع المساواة في الواجبات بين جميع الأشخاص».
إن اختيار أسلوب «التربية الديمقراطية» التي «تشكل معالم الطفل النفسية والشخصية على الاستقلالية وتنظم فكره وتصقل طاقاته وتمنحه الثقة ليسيطر على ذاته ومن ثم أفعالة وتعطيه القدرة على حماية نفسه من المخاطر» ينتقل بثمار التربية التقليدية من المألوف إلى مستوى متقدم جداً فتبنى «الشخصية القيادية المؤطرة» للطفل. وهذا الأسلوب يتطلب من الوالدين تحديد قواعد للطفل، والسماح له بالنقاش مع العائلة واحترام الرأي والرأي الآخر. وبذلك يتربى الأبناء على حسن الإصغاء والذكاء الاجتماعي والتعاون والمساواة والتعلم بالممارسة، والتعلم الذاتي ويدربهم على حل المشكلات، ويطوع تركيبتهم النفسية فتصبح مرنة لا تنكسر وثابته لا تهتز، تلملم جراحها وتواصل المسير في دروب الحياة الوعرة. وبحسب خبراء علم النفس والتربية، فإن هذا النوع من الأساليب التربوية يزرع الروح الإيجابية والسعادة والثقة عند الطفل ويؤسس لأسرة متماسكة منفتحة على عوالم الفكر المختلفة تواجه التحديات في كل زمان بروح الجماعة، متسلحة بقيم المجتمع وأصالته.